عمان - بترا - فايق حجازين - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية الدور الحيوي للقطاع السياحي في المملكة ومساهمته في تحقيق معدلات نمو مستدامة وتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء وبنات الوطن.
وشدد جلالته، خلال لقائه امس الثلاثاء في قصر الحسينية بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله ممثلي القطاع السياحي والمستثمرين فيه، على ضرورة البناء على ما يتميز به الأردن، كواحة للأمن والآمان، واستغلال الإمكانات المتاحة وتقويتها وبما يعزز من مكانة المملكة السياحية في المنطقة والعالم.
وقال جلالته «الأولوية في الأردن، اليوم، هي للوضع الاقتصادي وسبل تطوير السياحة المحلية، التي أثرت عليها الأزمات الإقليمية بشكل رئيسي».
ولفت جلالته، خلال اللقاء، إلى ضرورة تطوير المنتج السياحي الأردني وفق أفضل الممارسات التي طرأت على قطاع السياحة، لاسيما في مجال السياحة العلاجية، وبما يسهم بالنهوض بهذا القطاع وتعزيز تنافسيته في المنطقة، وباستقطاب المزيد من السياح.
وأشار جلالته إلى أهمية التركيز أكثر على برامج تأهيل الكفاءات الأردنية لتلبية احتياجات قطاع السياحة، وبالتالي منح الشباب الأردني فرصاً أوسع للدخول إلى الأسواق المحلية والمجاورة، وزيادة مشاركة ومساهمة المرأة في القطاع السياحي.
وشدد جلالة الملك على أهمية توجه القطاع الخاص بالاستثمارات السياحية إلى المحافظات، وبما يضمن استغلال التنوع الغني في المنتج السياحي الأردني.
وخلال اللقاء، الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، وتناول مجمل التحديات التي يواجهها قطاع السياحة المحلية، جرى التأكيد على ضرورة تكثيف التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، بشكل جماعي، لضمان تجاوز التحديات التي يواجهها القطاع.
وفي مداخلة لجلالة الملكة رانيا العبدالله، خلال اللقاء، دعت جلالتها إلى الاستفادة من التجارب الناجحة للقطاع السياحي في العالم، لاسيما وأن المملكة تتميز بتنوع المنتج السياحي.
ولفتت جلالتها إلى ضرورة تعزيز النشاط الثقافي في المملكة خلال فصل الصيف، وتنفيذ حملات ترويجية تبني على ما تتمتع به المملكة من ميزة الآمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى طرح مبادرات خلاقة لجذب السياح.
وأشارت جلالتها إلى أهمية إيجاد كليات متخصصة لتدريب العاملين في قطاعي السياحة والفندقة، وبما يسهم بالنهوض بالقدرات الأردنية، وتأهيل الشباب للعمل في هذا القطاع.
ولفت الحضور، خلال اللقاء، إلى الانعكاسات السلبية التي خلفتها الأحداث في المنطقة على قطاع السياحة، ما يتطلب المزيد من الجهود الحكومية للحد من تداعياتها، ودعم القطاع السياحي في مواجهة أثارها.
وقدم بعضهم مقترحات تخص الجوانب التشريعية والاستثمارية، والتي تسهم في الحد من المشاكل التي يعاني منها القطاع السياحي، وتزيد من قدرة القطاع على تحقيق التنافسية المطلوبة على مستوى المنطقة والعالم.
وطالب بعضهم باستقرار القوانين والتشريعات المعنية بالقطاع السياحي، ووضع استراتيجيات وسياسات ثابتة على المدى المنظور والبعيد.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء إلى إدراك الحكومة للمشاكل التي يواجهها القطاع السياحي، وأن العمل جار بالشراكة مع مختلف الأطراف المعنية في القطاعين العام والخاص لدعم هذا القطاع عبر تطوير التشريعات اللازمة، وحل مشكلة تعدد الجهات الرقابية على المنشآت السياحية.
ولفت إلى الأهمية الكبيرة للقطاع السياحي في المملكة، بوصفه قطاعاً حيوياً يسهم في خلق فرص عمل للشباب الأردني، ويخفف من حدة مشكلتي الفقر والبطالة، ويرفد خزينة الدولة بمردود.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور جعفر حسان، ووزير السياحة والآثار نايف الفايز، وأمين عمان عقل بلتاجي.
وحضره عن القطاع السياحي رئيس هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات، ورئيس جمعية الفنادق الأردنية واتحاد الجمعيات السياحية ميشيل نزال، ورئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر شاهر حمدان، ورئيس جمعية المطاعم السياحية عصام فخرالدين، ورئيس جمعية النقل السياحي المتخصص مالك حداد.
كما حضر اللقاء عدد من المستثمرين في قطاع السياحة ومنهم صبيح المصري وكامل العجمي وعمر الآغا وحنا صوالحة وماهر بطاينة.وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) قال وزير السياحة نايف حميدي الفايز، إن جلالة الملك عودنا على رعاية مختلف القطاعات الاقتصادية، وخصوصا القطاع السياحي، باعتباره ركيزة أساسية في الاقتصاد الأردني، ويواجه العديد من التحديات في ظل المتغيرات السياسية والإقليمية التي تمر في المنطقة.
وأضاف أن القطاع السياحي بشقيه، الخاص والعام، يؤمن بضرورة وجود نظرة شمولية وحلول لبعض التحديات التي تواجه القطاع، مؤكداً أن وزارة السياحة والآثار تعمل على تحديث الإستراتيجية الوطنية للسياحة التي تنتهي هذا العام لتتواءم مع رؤية 2025 لاقتصاد المملكة.
ولفت الفايز إلى وجود عدة مشروعات ترويجية للسياحة في الأردن، ومن ضمنها حملة الأردن أحلى، التي سيتم إطلاقها للسياحة الداخلية وتشجيع المواطنين على زيارة البترا، وما يرافقها من برامج ترفيهية تتناسب مع هذه الحملة.
وفيما يتصل بالسياحة الخارجية، قال إن هناك جهدا من خلال هيئة تنشيط السياحة والقطاع الخاص للترويج للبترا كوجهة سياحية، مؤكدا أن السائح العربي يشكل ركيزة أساسية للسياحة الأردنية.
كما أشار رئيس جمعية الفنادق الأردنية واتحاد الجمعيات السياحية ميشيل نزال، في مقابلة مماثلة، إلى أن الاجتماع مع جلالة الملك بحث في أمور القطاع السياحي ومجالات تطويره بشكل عام؛ حيث تم تناول مشاكل القطاع والوضع الذي يمر به.
وأضاف أن هناك إمكانيات كبيرة وفرص لتسويق القطاع السياحي خارجيا إذا ما تم معالجة المشكلات التي يواجهها، وبما يضمن زيادة أعداد السياح الوافدين مقارنة بالسنوات السابقة.
ولفت إلى أن الاجتماع بحث زيادة مخصصات التسويق، لأهميته في جذب السياحة حيث سيكون هناك حملات تسويقية عن طريق الانترنت وأيضا الإعلانات التلفزيونية تستهدف السياحة العربية، خصوصا في دول الخليج العربي.
وأكد نزال أن التجاوب الحكومي مع المشكلات التي يعاني منها القطاع كان مميزا لخدمة القطاع وتطويره، والنظر في المعيقات لاسيما تسهيل الإجراءات على المعابر والحدود ومعالجة موضوع الضرائب في المطارات، وتطوير النقل السياحي والنقل البري، إضافة إلى سبل إدامة عمل الفنادق في المواقع السياحية والتاريخية والأثرية المميزة.
الأربعاء 2015-03-18
المفضلات