قررت مجموعة من طالبات الجامعة الأردنية التعبير عن رفضهن، لما تتعرض له النساء عامة، والطالبة الجامعية خاصة، من معاكسات، بما فيها تلك التي تحصل داخل حرم الجامعات، وبما ينتهك كرامة الطالبة ويسيء لصورة المرأة والمجتمع.
وعبرت الطالبات، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الغد" الاردنية عن هذا الرفض بصورة مبتكرة وطريقة شبابية، لفتت الرأي العام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال تصوير "فيلم فيديو"، حمل عنوان "هذه خصوصيتي"، لمدة دقيقتين داخل حرم الجامعة، يصور طالبات يتحدثن في الفيلم، وقد أخفيت وجوههن بأوراق، كتبن عليها أكثر التعليقات "المسيئة" التي استفزتهن من قبل طلاب مستهترين.
وتحمل كل ورقة، قصة معاناة الطالبة الجامعية داخل حرم الجامعة من فئة الطلاب المستهترين، واختتم الفيديو بجملة: "تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين.. هذه خصوصيتي.. هذه حريتي".
ويظهر استعراض ما أنتجته مجموعة الفتيات من فيلم تصويري، قسوة هذه الظاهرة الاجتماعية المسيئة، وآثارها النفسية على الطالبات، كما على باقي فئات النساء في المجتمع، حيث تطال التعليقات و"المعاكسات" كرامة المرأة والمجتمع والعائلات، وتسيء لخصوصية الفتيات، بدون وجود ما يردع تلك الظاهرة.
وجاءت فكرة الفيديو "التسجيلي"، الذي نشر على موقع اليوتيوب، وتناقله كل من موقع "الفيسبوك" و"تويتر" و"حبر دوت كوم"، بحسب الطالبة حلا عثمان، من وحي مادة "نظرية نسوية"، تدرسها الأستاذة د. رلى قواس في الجامعة الأردنية، والتي طلبت من طلبتها إعداد مشروع يتناول قضية من قضايا المرأة.
وارتأت مجموعة الطالبة عثمان أن يتناول مشروعهن قضية تمس بشكل مباشر معاناة الطالبات، فاخترن طرح قضية المعاكسات داخل حرم الجامعة، باعتبارها مشكلة قديمة جديدة، لم يجر بحثها بعمق حتى الآن، على الرغم من أنها تشهد تزايدا يوما إثر يوم.
وأشارت عثمان ، إلى أن المجموعة قسمت إلى قسمين، الأول تناول جانبا، طرحت فيه أسئلة على الطالبات في الجامعة، حول أكثر ما ضايقهن من معاكسات داخل حرم الجامعة، لافتة إلى أن هناك تعليقات لم يستطعن إدراجها في الفيديو، نظرا لخدشها الحياء العام.
وأضافت عثمان انها، وخلال المقابلات، لمست بأن حجج الفتيات بعدم ردهن عما تعرضن له من معاكسات، تقوم على أنهن تربين على ثقافة التجاهل، من منطلق التحصين الذاتي، معتبرة أن هذه الحجج من العوامل الرئيسية التي تزيد من الظاهرة داخل حرم الجامعات.
فيما تمثل عمل القسم الثاني في المشروع، بقيام طالبات بالتوقف على أحد أرصفة الجامعة، والقيام بمعاكسة الطلاب الذكور، ممن يمرون من أمام الفتيات، وذلك لرصد ردود أفعالهم حول هذه الظاهرة، والتي تمثلت بالصدمة والاستنكار والاستهجان، بحسب الطالبة عثمان.
وبينت عثمان أن هذه الفكرة جاءت عن عمد، وكشفت أن أسلوب المعاكسة ضايق الطلاب واعتبروه إهانة لهم، وظاهرة غير مألوفة من منطلق "يحلل لهم ويحرم على غيرهم".
وناشدت عثمان كل طالبة وفتاة وامرأة، بشكل عام، أن تعزز ثقافة الرفض لكل أشكال التحرش والانتهاك للخصوصية والمعاكسات، التي تتعرض لها الفتاة، للحد من هذه الظاهرة، والتي ما تزال، رغم الانفتاح الثقافي والفكري الذي طال المجتمع، سائدة في أوساط فئة مستهترة من الشباب. بدورها، شددت الدكتورة قواس على أن تعزيز ثقافة "إعلاء المرأة لصوتها في استنكار كل انتهاك تتعرض له، يبدأ من المنزل ومن داخل المدرسة والجامعة"، لافتة إلى أنها ارتأت أن تخصص مادة "النظرية النسوية" التي تدرسها للنسوية العربية.
واعتبرت أن غرس مفاهيم الدفاع عن المرأة وحماية كرامتها، لا يأتي فقط من خلال الكتب، بل من خلال العمل الخدماتي المجتمعي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها فضلت أن يكون مشروع هذه المادة لطلابها عن طريق عمل مصور بالفيديو، حتى يترك أثرا أوسع ويفضي إلى نتائج أكثر.
ودعت قواس الأساتذة الجامعيين إلى تكثيف ورشات العمل والمحاضرات والعمل الميداني للطلبة، بغية الخروج بنتاج إيجابي، يسهم في تسليط الضوء على القضايا، التي تعاني منها المرأة الأردنية بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.
المصدر: الحقيقة الدولية – عمان
المفضلات