الرأي - قال عدد من ركاب العبارة الناجين ، إنهم رأوا أمام أعينهم مصير العبارة السلام 98، وأن العناية الإلهية والتدخل السريع من الجانب الاردني ساهم فى إنقاذ حياتهم، حيث قامت الجهات المختصة الاردنية في العقبة بارسال قاطرة اطفاء للمساعدة في السيطرة علي الحريق، بالرغم من فقدان المئات لأمتعتهم التى احترقت داخل السفينة.
وقال الراكب عطية مساعد أحمد فى شهادته لصحيفة (اليوم السابع) إن أول لانش وصل لإنقاذهم كان لانش أردنيا، ثم وصلت قوات الإنقاذ المصرية بعد ذلك بدقائق، لافتاً إلى أن السلطات الأردنية استقبلتهم فى ميناء العقبة أفضل استقبال وكادوا يحملونهم على رؤوسهم.
واعترف بعض العاملين على متن العبارة " بيلا " والبالغ عددهم 5 عاملين من غير الفنيين بأن السبب وراء اندلاع الحريق قد يرجع إلى سوء تخزين أمتعة وسيارات الركاب داخل مخزن العفش وجراج العبارة وقد يكون حدث ماس كهربائي بأحد أجهزة التكييف الذي تولدت منه شرارة إلى بعض الأمتعة وامتدت بعد ذلك السنة اللهب إلي جراج العبارة مما أسم في اشتعال النيران بسيارات وأتوبيسات وشاحنات الركاب خاصة وأن جميعها مزود بتانكات وقود سريع الاشتعال.
في الوقت نفسه جاءت بعض أقوال الناجين في صالح طاقم العبارة وفريق الإنقاذ والعاملين عليها مؤكدين أن دورهم كان رئيسياً في إنقاذ أعداد كبيرة من الركاب تلخص في سرعة فك القوارب المطاطية والخشبية المثبتة علي جانبي العبارة والإسراع بهبوطها إلي المياه.
ويؤكد سمير عبدالرحيم: «وقت انطلاق صفارة الإنذار على سطح السفينة، كنت نائما ولم أشعر سوى بالأقدام تهرول نحو سطح السفينة، وسط صراخ الركاب، ومحاولة البعض القفز فى المياه، خوفا من النيران التى خرجت من أسفل السفينة».
وقال حسين بهجت، أحد الركاب: «سيطر علينا فور اندلاع الحريق بالعبارة، صور العبارة السلام 98 وهى تحترق، وعاد إلى ذاكرتنا مصير جميع ضحايا السلام، الذين لقوا حتفهم داخل مياه البحر الأحمر، وأشكر الله على إنقاذى وعودتى إلى أسرتى مرة أخرة، بعد عمل استمر لأربع سنوات داخل دولة الكويت».
وقال عامل مصري الجمعة، إنه تفاجأ مع آخرين وقت الحادث بركض الركاب في مؤخرة الباخرة نحو مقدمتها وهم يصرخون " حريق .. حريق ". وأضاف انه "بعد أن توجه عدد من العاملين إلى مكان الحريق وجدوا السنة اللهب تتصاعد من مستودع الباخرة" ،كان الحريق " كبيرا ولا نستطيع لوحدنا إخماده أو السيطرة عليه" .
وتابع العامل المصري " تم إعطاؤنا أوامر بالاستنفار وطلبنا من الركاب الصعود إلى سطح الباخرة والابتعاد قدر الإمكان عن الحريق والسنة اللهب ، في الإثناء تم إنزال قوارب النجاة ، بينما كانت هنالك فوضى على متن الباخرة ".
وقال إن "أول من تلقى إشارة الاستغاثة هي سفينة "إيلا " التي كانت قادمة من ميناء نويبع وقريبة من موقع الحريق، تبعها تحرك السلطات الأردنية ومشاركتها في عملية الإنقاذ والإخلاء ".
وأضاف " بعد ساعة ونصف من الحريق تم إخلاء الف راكب مع بقاء مئات آخرين على متن الباخرة"، مشيرا إلى أن احد الركاب وهو أردني قفز إلى المياه بعد الحريق ".
وأضاف أن "عددا من الذين يجيدون السباحة استطاعوا الوصول إليه ووضعه على احد القوارب وكان فاقدا للوعي نتيجة دخول كميات كبيرة للمياه على رئتيه وتم تسليمه للدفاع المدني الأردني ونقله إلى مدينة العقبة".
وأشار إلى إن عدد الركاب كان كبيرا وكان يحملون أمتعة ضخمة جدا خزنت بشكل سيء في المستودع .
وقال "بعد عملية الإخلاء وصلت عدد من العبارات وأعادتنا إلى العقبة والحمد لله ".
وكان مواطن أردني توفي وأصيب 30 مصريا جراء الحريق الذي اندلع في باخرة بيلا التي تعود ملكيتها لشركة الجسر العربي للملاحة بعد إبحارها من العقبة باتجاه نويبع وعلى متنها 1300 راكب من جنسيات مختلفة.
المفضلات