كشف أول ملاكم أردني في تاريخ الدورات الأولمبية إيهاب درويش المتبولي، عن الظروف «المأساوية» التي مر بها قبل تأهله إلى دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في العاصمة البريطانية لندن، مضيفاً أنه يعمل بوظيفه عامل نظافة براتب 180 ديناراً أردنياً (1000 درهم)، ولا يكفيه ما يتقاضاه حتى للمواصلات، على حد تعبيره.
وحقق المتبولي (26 عاماً) الذي شارك في منافسات وزن 81 كيلوغراماً إنجازاً كبيراً له وللأردن حينما تغلب على النيجيري لقمان لاوال الاثنين الماضي في الجولات الثلاث لدور الـ32 ليتأهل إلى دور الـ16 قبل أن يخسر أمام بطل العالم الكوبي جوليو لاكروز بيرازا بنتيجة 8-،25 أول من أمس، لينتهي مشواره في البطولة.
وقال المتبولي لـ«الإمارات اليوم» متحدثا عن رحلة التأهل إلى الأولمبياد بعد أن أصبح أول ملاكم أردني يشارك في الحدث الضخم: «كانت هناك صعوبات بحكم ظروف عملي ومعيشتي فظروفي المادية صعبة جداً، وعلى الرغم من ذلك تجاوزت خمس محطات تأهيلية ووصلت إلى دورة الألعاب الأولمبية، وأعتقد أن الوضع الذي أعيشه يستحيل على أحد أن يصل حتى لبطولة العرب، وأنا فخور بما حققته».
وأضاف «وظيفتي في الأردن عبارة عن عامل نظافة لكنني مفرغ للرياضة، وراتبي لا يتجاوز 180 ديناراً أردنياً ولا يكفيني حتى لمواصلاتي إلى العمل، لكن أتمنى أن أتلقى دعماً».
وقال المتبولي الذي يقطن في مخيم البقعة على الحدود الشمالية الغربية للعاصمة الأردنية عمان: «أهالي البقعة سيكونون فخورين بي على الرغم من خروجي من دور الـ،16 وأعتز بأنني وعائلتي معروفون في المنطقة التي نعيش فيها».
وجذب المتبولي الأنظار باحتفاليته المؤثرة بعد تأهله إلى دور الـ16 حينما سجد شكراً لله، وكان من الواضح تأثره بالتأهل بعد مضي خمس سنوات على حادثة فقدانه الوعي في بطولة العالم التي أقيمت في مدينة شيكاغو الأميركية حينما سقط على الأرض مغمى عليه لنقص الأكسجين في رأسه قبل أن يتم نقله إلى أحد المستشفيات.
ويقول المتبولي عن تلك الحادثة «كان عندي إصرار على أن أعمل شيئاً (بعد تلك الحادثة) فيقال إن الضربة التي لا تهزمك تجعلك أقوى وبقيت خلف حلمي بأن أشارك في دورة الألعاب الأولمبية حتى حققته، وعلى الرغم من أن القرعة لم تساعدني لكن وصولي للبطولة جعلني أحقق إنجازاً (بالوصول إلى دور الـ16)، وأن أطور من مستواي وأرفع علم دولتي مثلما كنت أتمنى وبالتالي أعتبر ذلك إنجازا عظيما، وأصبحت بكل فخر واعتزاز أول ملاكم يمثل الدولة وأتمنى أن أكون قد مثلتها بصورة جيدة».
ويرى المتبولي أن استمراره في الملاكمة حتى دورة الألعاب الأولمبية المقررة في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو في 2016 متوقف على الدعم الذي سيحظى به لأن الظروف الذي يعيشها حالياً «مأساوية» على حد تعبيره.
وقال «الظروف والوضع المأساوي الذي أعيشه سواء كان ماديا أو في البيئة التي أعيش فيها، تدفعني لأن أتمنى الحصول على الدعم والحوافز الكافية التي تدفعني للاستمرار حتى دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل».
واختتم المتبولي الذي لم تتجاوز فترة إعداده أكثر من 50 يوماً للمشاركة في أولمبياد لندن «لدي عائلة ولدي أشقاء (يمارسون الملاكمة) وهم أبطال أرغب في العمل معهم حتى يصلوا إلى البرازيل».
المصدر: الحقيقة الدولية
المفضلات