الحب في زمن الفيس بوك
غيّر التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم الكثير من المفاهيم الإجتماعية والأخلاقية، فقد تحولت العديد من القيم الأخلاقية والعادات الإجتماعية إلى نمطيات أخرى تتوافق وما يعرف بالتطور التكنولوجي والعلمي الحديث.
فقديما كانت العلاقة بين رجل وأمرأة تبدأ بـ "نظرة، فابتسامة، فموعد، فلقاء"، لكنها اليوم تبدأ بـ "مرحبا، كيف حالك"، ليدخل الشاب في سلسلة لا متناهية من المحادثات الألكترونية على شاشة الكمبيوتر.
ولاشك أن لبروز هذه النمطية من العلاقات بين الرجل والمرأة يحمل في طياته الكثير من الخلل يؤدي في الغالب إلى إقامة علاقة غير صحيحة شرعا وعرفا.
فقد وقع شاب في فخ فتاة تعرف عليها عبر موقع "الفيس بوك" الألكتروني مؤخرا لتنطلق بينهما شرارة حب الكترونية دفعته الى خطبتها من دون ان يتأكد من هويتها وليكتشف بعدها حقيقة خطيبته الافتراضية.
الشاب تقدم بشكوى لاحد المراكز الامنية حول تعرضه للاحتيال من قبل فتاة تعرف عليها عبر موقع "الفيس بوك" الألكتروني، وعرفت عن نفسها بأنها مسؤولة باحدى الشركات الكبرى وبعد مضي فترة على التعارف تقدم لخطبتها من عائلتها.
ولم يتأكد الشاب من هوية الفتاة التي خطبها لكنه عمل على تعريفها على اصدقائه وزوجاتهم، حسب الشكوى التي تقدم بها، فارتبطت بصداقة مع احدى السيدات وهي زوجة صديق الشاب المخدوع التي طلبت منها ان ترافقها الى محل مجوهرات كبير ولكون صاحب محل المجوهرات على معرفة بزوج السيدة فهم من زبائن المحل وقامت الفتاة بشراء مجوهرات بقيمة 14 الف دينار من الماس الابيض من دون ان تدفع شيئا وبكفالة زوجة صديق الشاب.
الخطيبة الإفتراضية لم تتوقف عند هذا الامر بل أدعت بوجود شاليهات للبيع وقدمت عروضا لاحد اصدقاء الشاب المخدوع الذي قام باعطائها شيكا بقيمة 5 الاف دينار عربونا ليتبين بعد ذلك احتيالها على الجميع.
حب افتراضي
وأدخل (ع . ش) الأنترنت إلى بيته للتسلية وقضاء أوقات الفراغ ولم يكن يعلم ما يخبئه له القدر.
تمكن الشاب (ع) من تكوين صداقات جيدة مع شباب وفتيات وأصبح له أصدقاء كثر لكن لم يكن يعلم انه سوف يقع أسير الحب في يوم من الأيام ولم يكن يفكر في هذا الموضوع مطلقاً لكن ماحدث قد حدث ووقع في الحب مع فتاة تصغره بالعمر، صارحها بحقيقة مشاعره وما يكنه لها من حب وشوق وحنين ولهفة لها ومع مرور الأيام واستمرار هذه العلاقة التي تحولت مع مرور الوقت إلى حب من طرف واحد، طبعا من طرفه هو.
والواقع أن الفتاة كانت تنظر إلى العلاقة مع (ع) من باب التسلية وتمضية الوقت، وعلى الرغم من كلمات الحب والإعجاب التي يتبادلها (ع) مع الفتاة عبر موقع "الفيس بوك" الألكتروني، إلا أنه على الأرض لا يوجد أي علاقة بينهما، على الأقل من جانب الفتاة.
وكان الحب الإفتراضي بالنسبة للفتاة مجرد تسلية وإضاعة للوقت حاله كغيره من الشباب الموجودين على موقع "الفيس بوك" الألكتروني، واكتشف (ع) بعد فترة طويلة انه كان ضحية كغيره من الشباب الموجودين على هذا الموقع بالتحديد.
حيث نصحه احد الأصدقاء بإجراء اختبار لها بطريقة ما وحلت الفاجعة على ذلك الشاب عندما اكتشف انه كان ضحية لحب أفتراضي كمئات غيره موجودين وعلى أثر ذلك تعرض (ع) لصدمة نفسية وبقي ثلاثة أيام طريح الفراش بسبب هذه الفتاة التي اعتقد انها حبه الأول والأخير وان الحياة لن تستمر بدونها لكنه صدم بواقع أنها تحب صديقه والآخرين أيضا أفتراضيا على الموقع الألكتروني.
تحذيرات دينية
وكانت العديد من الجهات الدينية نبهت الشباب المسلم إلى خطورة مواقع التعارف على الأنترنت وعلى رأسها موقع "الفيس بوك"، وتغلغل أياد صهيونية فيه من أجل تدمير القيم الإجتماعية والأخلاقية للشاب المسلم.
فقد أصدرت لجنة الفتوى في الأزهر الشريف وهو أكبر مؤسسة دينية للمسلمين، فتوى شرعية تحرم الدخول إلى موقع "الفيس بوك" على شبكة الأنترنت العالمية، وأعتبرت زائريه "آثمين شرعا".
وبينت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية، أن كل 5 حالات طلاق تعود لاكتشاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت من خلال موقع "الفيس بوك" الألكتروني.
ويرى خبراء في شؤون الطلاق أن ارتفاع شعبية مثل هذه المواقع يشجع العديد من الأشخاص على خيانة شريك الحياة حيث يمكن للأزواج أو الزوجات الذين يشعرون بالملل، العثور بسهولة من خلال هذه المواقع على حبهم الأول وعلاقاتهم القديمة وربما إعادة شعلة الحب الماضي.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات