في تصريحات خاصة لإذاعة "الحقيقة الدولية"
عزام الاحمد: الجولة الجديدة من الحوار فاشلة واحّمل حركة حماس المسؤولية... خالد البطش: عدم التوصل لمصالحة وطنية سيضع الجميع أمام خيارات سيئة
خالد البطش
الحقيقة الدولية- عمان – محمد فرحان
وصف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي عزام الأحمد، جولة الحوار الرابعة التي بدأت صباح اليوم الأحد بـ"الفاشلة"، مبينا ان ما سمعناه من حركة حماس "لا تدعو على التفاؤل، وتظهر أنهم ما زالوا يتمترسون خلف مواقفهم المتعنتة، بالرغم من التغيرات الكبيرة التي طرأت على الساحة الفلسطينية او الدولية وفي إسرائيل ايضا بشكل خاص.
وقال الأحمد في تصريحات خاصة لبرنامج "شهود عيان" بث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية"، أن حركة فتح عازمة على الذهاب لهذا الحوار للتوصل إلى اتفاق يحل كل الخلافات الفلسطينية، بشكل نستطيع من خلال هذا الإتفاق التعامل مع المجتمع الدولي، وحتى نستطيع ان نواجه الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي ترفض كل الإتفاقات والتفاهمات التي ابرمت من قبل.
وأكد الأحمد أن هناك الكثير من القضايا العالقة بين فتح وحماس مثل الحكومة والإنتخابات والامن يجري بحثها والتوصل لحلول مناسبة ترضي الطرفين، فقضية الأمن قطعنا فيها شوطا كبيرا، وبإمكاننا ان نستكمل وليس بالضرورة ان نتفق على تفاصيل التفاصيل ما دمنا اتفقنا على الخطوط العريضة والأسس التي يمكن أن ننطلق من خلالها اتجاه المصالحة.
وأضاف، اما قضية منظمة التحرير الوطنية الفلسطينية فقد تم الإتفاق عليها في الجولة السابقة من الحوار، ولكن لم يعلن ذلك، لأن حماس اصرت على عدم الإعلان إلا إذا اتفقنا على القضايا الاخرى تحت شعار الرزمة الواحدة.
وبين أن صيغة الإتفاق على قضية المنظمة بنيت على نقطتين، وهما الإتفاق على تشكيل اللجنة برئاسة الرئيس محمود عباس ومشاركة التنفيذية والامناء العامين وبعض الشخصيات المستقلة لتتولى هذه اللجنة وفق إعلان القاهرة عام 2005 من خلال الإشراف على إعادة هيكلية المنظمة وتفعيلها وتشكيل المجلس الوطني الجديد على اساس الإنتخابات حيثما أمكن ذلك، والنقطة الثانية والتي كانت محل خلاف، هي أن هذه اللجنة من حقها أن تقوم بمهام محددة تم الإتفاق عليها باعتبارها إطار قيادي مؤقت، وسعت حماس أن تضيف على إطار مؤقت "لشعبنا "أو للشعب الفلسطيني "وهذا بمثابة ضرب لمرجعية منظمة التحرير واللجنة التنفيذية، وعلى الرغم من ذلك تم الإتفاق على ملف المنظمة.
ولفت أن موضوع الحكومة والتزامات منظمة التحرير، ما زال شائكا حتى الآن، وعلينا أن نتفق على صيغة نستطيع ان نتعامل من خلالها مع المجتمع الدولي، وبالتالي يجب أن نكون واقعيين كي نخرج من هذه العزلة التي فرضتها حالة الإنقسام هذه والبدء بالإعمار ايضا.
وأضاف ان من حق حماس أن تلتزم بثوابتها الوطنية والعقائدية وعدم الإعتراف بإسرائيل، لكن ليس من حقها أن تمنع الحكومة ان تلتزم بقرارات منظمة التحرير. وحماس دخلت السلطة وتعلم أن السلطة صناعة أوسلو، فليس من المنطق ان ترفض مقررات السلطة والتزاماتها مع الآخرين، ومن لا يريد اتفاق أوسلو عليه الا يدخله اصلا.
وحول عقد المؤتمر السادس لحركة فتح، قال الاحمد: "اننا في اللمسات الاخيرة من عملية التحضير للمؤتمر، واللجنة التحضيرية ما زالت مجتمعة حتى اليوم وستتابع اجتماعاتها، ونحن في انتظار تحديد المكان، وقريبا سيتوجه ابو مازن إلى مصر ليتقدم بالطلب من الاشقاء المصريين لعقد المؤتمر في مصر، وسيكون عقد المؤتمر بعد شهر من إعلان المكان.
البطش: على الجميع تقديم تنازلات
من جهته أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أن على جميع الفصائل الفلسطينية أن تقدم ما يكفي من تنازلات من أجل المصلحة الوطنية والخروج من ظلمة الإنقسام الداخلي.
وقال البطش في تصريحات خاصة لاذاعة "الحقيقة الدولية"، "لا يعقل ان نكون أمام حرب في غزة ذهب ضحيتها سبعة آلاف من الشهداء والجرحى وان يستمر الإنقسام بهذه الطريقة".
وأضاف أن الحوارات الفلسطينية وأن كانت في إطار الحسابات الضيقة وضمن المسلكيات الفردية هنا أو هناك، إلا أن مصلحة الوطن تقتضي منا جميعا أن نتجاو كل شكل من اشكال الخلاف للوصول إلى المصالحة والتمسك بالثوابت الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني، فالقدس تهود والضفة الغربية مستباحة وقطاع غزة خارج من عدوان خلف القتل والتدمير، وإن لم نصطلح سيكون الوضع أخطر بكثير مما نحن عليه.
وحول نجاح أو فشل جولة الحوارات الفلسطينية الرابعة التي بدأت صباح اليوم الأحد في العاصمة المصرية القاهرة، قال البطش "التفاؤل مشروع، ولو نظرنا إلى الملفات التي كانت مطروحة على طاولة الحوار بداية والتي كانت ما يقارب العشرين ملفا، تم الإتفاق على خمسة عشر ملفا ولم يبق سوى أربع نقاط فقط على جدول الاعمال للحوار الفلسطيني، ومن الممكن حلها بسهولة إذا اخلصنا النوايا ووجدنا خيارات أمام المتحاورين، بمعنى أنه المطلوب من حماس ان تقدم تنازل في ما يتعلق بالنظام الإنتخابي الفلسطيني، وتستفيد من الإجماع الوطني فيما يتعلق بالنظام النسبي الكلي، واعتقد أن هذا يدعم الحوار.
وقال أن على الرئيس الفلسطيني محمود عباس والجانب المصري الراعي للحوار، ان يقدما الجهد لتسويق حكومة توافق وطني دون التزامات لإسرائيل وامريكا، وبدون أن نطلب من الآخرين أيضا أن يدفعوا ثمنا سياسيا مكررا.
وبين أن المطلوب من حماس جزء والمطلوب من الرئيس عباس جزء آخر، وهنا ممكن أن نتحدث عن مصالحة وطنية، اما أن يتراجع البعض للخلف، والتحدث عن مشكلات وعن قضايا خلافية فهي كثيرة، والآن المفترض أن يكون وقت المصالحة الفلسطينية وليس الخلاف او الإنقسام، لأن الخيارات كلها سيئة إن تجاوزنا المصالحة والوفاق الوطني.
وقال البطش ان الطرح الذي يقضي بتشكيل حكومة فلسطينية في رام الله وأخرى في قطاع غزة مع تشكيل لجنة تنسيق وطني للحكومتين، أمر مرفوض على صعيد كل الفصائل والشعب الفلسطيني برمته، وهذا الطرح يكرس الإنقسام ويعززه، ونحن لسنا أمام كونفدرالية لأقاليم مختلفة، نحن شعب واحد ونسعى لتوحيد الشعب تحت قرار وكيان واحد. وادعو الاشقاء المصريين إلى إعادة النظر في هذا الطرح، مما له خطورة على القضية الفلسطينية.
المصدر : الحقيقة الدولية- عمان – محمد فرحان- 26.4.2009
المفضلات