التأثير النفسي للألوان على الشخصية والسلوك
لماذا يقبل الناس بالتهافت على المطاعم ذات اللون الأحمر والبرتقالي؟ ولماذا اكبر نسبة السيارات المعرضة للسرقة ذات اللون الأحمر؟
ولماذا تحاط الملاعب الرياضية باللون الأزرق؟
ولماذا تتصف غرف الانتظار للمقابلات التلفازية والممثلين باللون الأخضر وكذلك المستشفيات؟
ولماذا يوضع المجرمين العنيفين في السجون في غرف أرجوانية؟
ولماذا يلبس رجال البوليس اللون الأسود؟؟
وأسئلة كثيرة يفسرها علم سيكولوجية الألوان؟ .
اما اللون الأخضر فهو رمز النمو للطبيعة ، والربيع ، والأشجار ، ولون النقود المالية (رمز استمرارية الحياة ) ، انه أريح وابسط الألوان للعين، ويعمل على تقوية البصر ويضفي الهدوء والاسترخاء والراحة على النفس ، وكثيرا ما يستخدم في المستشفيات و غرف الانتظار ما قبل المقابلات التلفازية او التمثيل لإعطاء هدوء نفسي. وهو ذو دلالات شخصية ترتبط بالكرم والحظ والخصوبة.
واللون الأزرق يسود معظم العالم السماء والمحيطات والبحار، فرؤيته تؤدي إلى إفراز الجسم لهرمونات عصبية مهدئة0( اندوفين)endorphine وتزيد من التركيز والانتباه والهمة مع الاسترخاء و ينصح بالدرجات الطفيفة والوسطى منه لغرف النوم والمستشفيات وغرف العمليات الجراحية ومكاتب ضباط التحري وغرف الدراسة في المنزل والحمامات بسبب ذلك ، ولا شك ان له مدلولات شخصية على الصمود والاعتماد على الذات والحكمة والإخلاص حيث وجدت الدراسات ان الناس الذين يعملون في غرف ذات اللون الأزرق يتصفون بالجدارة والهدوء والتركيز الأكثر في حل المهمات ،ولذلك تحاط معظم الملاعب الرياضية بالألوان الزرقاء.
وقد تصاعدت الدراسات والأبحاث حول ارتباط اللون للمزاج خاصة في عام 2007 – 2009
فدراسة (هندرسون) عام 2007 أثبتت أن اللون يؤثر على كيفية استجابتنا النفسية والجسدية ، ودراسة (الفرد كركورد ) وجدت إن اللون الفاقع مرتبط بالأمور المفرحة والمبسطة والرفاهية واللون الداكن مرتبط بالأمور الجدية.
وعشرات الابحاث التي اثبتت أن اللون مرتبط بالمزاج خلال الفصل من كل سنة، فالمزاج في الصيف ( المشمس) يجعل الناس حيويين وفرحين ،ففي اللون الأصفر الشمسي دور كبير في إحداث ذلك. أما في الشتاء يتميز المزاج غالبا بالكآبة بسبب قلة التعرض لضوء وكذلك الحال بالنسبة لفصل الخريف ( لتدني هذا الطيف ) ومن هنا يظهر ما يسمى باضطراب المزاج الفصلي الكآبي SAD)) .
وفي دراسة واسعة للعالم (ويكسنر) عام 2009 ثبت أن الألوان الباردة تؤدي إلى شراء ايجابي ومربح ومريح للنفس وان معظم الناس يختارون الأسود للإحساس بالقوة والأصفر للسرور والمرح وان لدرجات اللون الواحد تأثيرات على المزاج والاختيار فالكلمات الايجابية التفاؤلية كانت تكتب بالون الفاقع، والكلمات السلبية والتشاؤمية بالون الداكن، مما يثبت قوة ارتباط المزاج باللون وبمكن القول بأنه مادامت الألوان قد ثبت تأثيرها البيولوجي على المزاج فان كمية اللون لشيء ما (فاقع، داكن ، أطياف أخرى ) هو مصدر مزاجنا المتقلب والمتنوع كاللون الذي نعيش ونراه وكذلك حرارة اللون (بارد او حار) فانه يرتبط بالمزاج وهذا يجعلنا نربط الطقس بالون فنراه ايجابيا او سلبيا ويمكن أن يكون المزاج ليس الا نتيجة لسنوات الطويلة التي ربطنا بها الألوان بخبرات سابقة مؤلمة او مفرحة.
فلا تتوانى في تغير الالوان سواء في ملبسك او مكتبك او منزلك او الأماكن التي تزورها لان في ذلك تأثير ايجابي على مزاجك وسلوكك ......انه علاج ذاتي مجذي وغير مكلف يخفف من وطأة التوتر والقلق والكأبة ويضفي على نفسيتك الحيوية والسرور والراحة والرضى.
المفضلات