مع اقتراب موعد امتحان الثانوية العامة للدورة الصيفية - منتصف الشهر المقبل-، ترتفع وتيرة مطالب العديد من التربويين بإيجاد طرق ووسائل أنجع لمنع الغش في التوجيهي.
فمع حلول موعد التوجيهي ، تستدعى الى الذاكرة تجربة الدورة الصيفية عام 2004 التي شكلت منعطفا في تارخ الامتحان بعد اكتشاف أسئلة ثانوية العامة وقد سربت وتحديدا في منهاج الإنجليزي.
والتي كشفت عن ثغرات قانونية عدلت مؤخرا فصارت ورقة أسئلة الامتحان تعتبر هي وثيقة سرية من وثائق الدولة يعاقب عليها أمام محكمة أمن الدولة. مطالب التربويين بابتداع أساليب أنجع لوقف الغش له ما يبرره كون أساليب الغش لدى الطلبة تطورت عما كانت عليه في السابق، اذ يلجأ بعض الطلبة اليوم لاستخدام الهواتف الخليوية في الغش .
أحد المعلمين المراقبين شكا من تعرضه خلال الدورة السابقة لضغط مغلف بالإغراءات من أجل تسهيل عملية الرقابة على احد طالب في أحدى المدارس الحكومية في العاصمة وغض الطرف عنه.
أي السماح له بالغش ونيل المساعدة من المعلم أو زملائه الطلبة، بحسب المدرس الذي رفض الافصاح عن اسمه .
وأضاف المعلم لم يتوقف الامر عند ذلك بل تجاوزه إلى ورود اتصالات من أولياء أمور طلبة تطلب منا علنا أن يساعد الطالب المعني مقابل عرض يتمثل في هدية أو تناول طعام وغيره من هذه الإغراءات.
معلم أخر أيد ورود اتصالات وعروضا مسبقة تعرض على المعلمين المراقبين قبل موعد الامتحان. وقال : بمجرد معرفة ان هذا المعلم سيقوم بالمراقبة في المدرسة المعنية أو القاعة المعنية تبدأ الضغوطات تنهال عليه وتحديدا من أبناء عشيرته وأقربائه.
ولم يخف مدرس دروس خصوصية ويعمل معلما في إحدى المدارس الخاصة عملية رصد المراقبين في الامتحان والتي قال أنها تبدأ بمجرد معرفتنا لرؤساء القاعات والمراقبين حيث نعرف العديد منهم وتربطنا علاقات شخصية ومهنية لتبدأ عملية طرح الإغراءات على البعض منهم.
وقال المعلم ، رفض الافصاح عن اسمه:إن هذه العروض تتمثل بإعطاء دروس خصوصية، مبينا أن دورهم ينحصر في مرحلة الوسيط بين أولياء أمور الطلبة من جانب ومراقبي القاعات من جانب أخر.
وايد تعرض العديد من المعلمين لضغوط مسئولين وشخصيات نافذة ومن أقربائهم ومن المعارف والجيران إضافة لإغراءات مادية مقابل التسهيل من عملية الغش كأن يتم التغاضي عن إدخال الخلويات لدى البعض بل في قاعات بأكملها من اجل تسهيل عملية الغش.
وقال:إن عملية الغش قد تتسع رقعتها بتورط بعض رؤساء القاعات الذين يكونون على درجة من التساهل أو التواطؤ المتمثل في غض الطرف عن الرقابة الدقيقة.
وكشف ان رضوخ معلمين ناتج عن احد امرين اما السير مع الركب ورغبات المراقبين والطلبة وغض النظر، او تعرضه للضرب والتهديد والوعيد والنقل.
وتتعدد طرق التحايل من اجل الغش فقد يلجأ عدد من الطلبة وتحديدا وقت الامتحان وتحديدا في مرحلة المواد الصعبة مثل الإنجليزي والرياضيات وغيرها من المواد لدخول المستشفى ومن ثم البحث عن سهولة التقديم وإمكانية تساهل المراقبين بحكم المرض إضافة لادعاء البعض بأنهم من ضعاف البصر والسمع وذلك عن طريق إحضار تقارير طبية خادعة بذلك.
في موازاة ذلك، يشدد مسئول في وزارة التربية على ضرورة توفير مراقبين ورؤساء قاعات من مناطق وألوية بعيدة وذلك لمنع التدخل والضغط العشائري أو تعريض البعض للإغراءات المتكررة ما يفسد من يتمتعون بالحرص على نزاهة الامتحان ومصداقيته.
وقال المسؤول - فضل عدم ذكر اسمه -:إن عدد الطلبة الذين يلجؤون للغش سنويا يتجاوز ثلاثة ألاف طالب خلال الدورتين، ما يكشف حجم المشكلة .
ووافق المسؤول تواطؤ بعض رؤساء القاعات والمراقبين مع الطلبة في عملية الغش خوفا من تعرضهم لاعتداءات أو تماشيا مع من يتعرضون لإغراءات في التغاضي عما يجري داخل قاعة الامتحان.
في المحصلة، وامام تتعدد وسائل الغش، تستدعي الحاجة الى البحث عن وسائل لتشديد إجراءات الحفاظ على أسئلة الامتحان الثانوية من جانب والتشديد على اجراءات منع الغش أثناء الامتحان والتي تعتبر من أخطر ما يتعرض له الامتحان من الإساءة المتمثلة في عدم تحقيق العدالة سواء بين الطلبة أنفسهم وبين المناطق والمدارس المنتشرة في المملكة.
المفضلات