كان لزاماً أن يكون هناك تغير في صلاحيات المعلمين، تبعا لتغير القيم والافكار وما تمثله للمجتمعات،بما فيها المدارس.
فقبل عقود من الزمن عرف المعلمون ، مقولة الأباء لكم اللحم ولنا العظم وتغيرت المفاهيم ، فأدركت المجتمعات شرقا وغربا ، أن العقاب البدني المتعارف عليه بالضرب في المدارس يجب أن يخضع لتقنين أكثر أو يلغى، وهو ما قامت به وزارات التربية ، في معظم الدول ،حيث أصدرت قراراً بمنع الضرب في المدارس ، و تباينت حول هذا القرار الآراء والأطروحات.
وقد فجر تقريرلمنظمة هيومان رايتس ووتش الاميركية امس قنبلة من العيار الثقيل في بنية النظام التربوي في الولايات المتحدة حيث تحدث عن انتشار واسع لمعاقبة الطلاب جسدياً عبر العنف والضرب مع ظهورمعاييرعنصرية واضحة.
وحسب شبكة سي ان ان الاخبارية فقد كشف التقرير أن 200 ألف تلميذ في المدارس الحكومية الأميركية تعرضوا للعقاب بالضرب خلال عامي 2006 و2007، وأن عدد الفتيات السود اللواتي ضربن فاق عدد الفتيات البيض بمعدل الضعف .
وقالت آليس فارمر الناشطة في اتحاد الحقوق المدنية الأميركي وهيومان رايتس ووتش: تحتاج كل مدرسة حكومية إلى نظام عقابي لكن الضرب يعلّم على العنف ولا يوقف السلوك السيء للطلاب. وكشف التقرير عن وجود أبعاد عنصرية لبعض ممارسات العقاب الجسدي ، ففي 13 ولاية جنوبية عوقبت الفتيات ذوات البشرة السوداء اللون 4ر1 مرات زيادة عن المعدل الطبيعي نسبة لعددهن في كل فصل دراسي .
وعلقت فارمر على ذلك بالقول: يواجه طلاب الأقليات صعوبات في النجاح وتعريضهم لنسب مرتفعة من العقاب الجسدي يجعل المدارس بالنسبة لهم بيئة معادية، يعانون الأمرين خلال وجودهم فيها.
ولعل أخطر ما أشار إليه التقرير كان تعرض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات إلى نسب مرتفعة للغاية من العنف فقد كانوا ضحية 4ر18 بالمائة من عمليات العقاب الجسدي في ولاية تكساس رغم أنهم لا يشكلون أكثر من 7ر10 بالمائة من إجمالي الطلاب.
ودعا اتحاد الحقوق المدنية الأميركي وهيومان رايتس ووتش الحكومة الأميركية والوزارات المعنية إلى التدخل لوقف هذه الممارسات في المدارس.
المفضلات