كتب سارة نورالدين وياسمين القاضى وأميرة بدر وتيسير قوايد ١٩/ ١/ ٢٠١١
اختلف علماء الاجتماع ورجال الدين على موقف المنتحر، ففى الوقت الذى لجأ فيه رجال الدين إلى تكفير المنتحر أيا كانت أسبابه أو دوافعه، شدد علماء الاجتماع على ضرورة فهم الانتحار كظاهرة اجتماعية يعانى منها المصريون بسبب البطالة وغياب العدالة الاجتماعية وانتشار قيم الاستهلاك وتسويق نماذج هابطة كقدوة للشباب، محملين الحكومة مسؤولية تحول الانتحار إلى ظاهرة فى السنوات الأخيرة.
وطالب الداعية والإعلامى مصطفى حسنى المنتحر بضرورة النظر إلى الضوائق باعتبارها ابتلاءات من الله، ومهما ضاقت الظروف فالمعين موجود. وأكد أنه إذا انشغل المواطنون بمحاولة تدبير الرزق ودفع البلاء عن النفس فإن الله يساعده على قضاء حوائجه.
ورفض الداعية الشاب الإجابة عن سؤال لـ«المصرى اليوم» حول المنتحرين الذين حاولوا قدر استطاعتهم تدبير أرزاقهم، والحفاظ على أجسادهم التى تؤثر فيها الملوثات والأمراض وهم غير مسؤولين عنها، مطالبا بسؤال مختص فى هذه القضية.
وبالطريقة نفسها رفض الدكتور محمد كمال إمام، أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، الإجابة عن السؤال نفسه، لكنه أكد أن قتل الإنسان لنفسه ممنوع فى الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى حق الإنسان فى الدفاع عن نفسه بأى وسيلة سواء بالكلمة أو بالفعل عدا قتل النفس لأنها ملك الله.
واجتماعيا، قال دكتور سمير نعيم، رئيس قسم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الانتحار هو أحد أعراض مرض «فقدان المناعة» الاجتماعية، مشيرا إلى تساهل المسؤولين فى وصف المتورطين فى أحداث العنف بأنهم «مجانين»، مؤكدا أن هذه التعبيرات، علاوة عن كونها «مغالطة» للحقيقة، فهى تعبر عن عدم رغبة هؤلاء المسؤولين الحكوميين فى مواجهة الواقع بمشكلاته.
المفضلات