في الوقت الذي ثمن فيه الاردنيون عالياً, الجهود الكبيرة والموفقة التي قام بها نشامى دائرة المخابرات العامة بالكشف عن المؤامرة الارهابية التي تورطت فيها مجموعة ارتضت لنفسها ان تعرض امن بلدها واستقراره وحياة شعبها وضيوفه وزواره الى الخطر والقتل والدمار, لا لهدف سوى ارواء انفسهم المتعطشة للدماء وغير المؤمنة بأي وسيلة حضارية للتعاطي السياسي والتزام قواعد اللعبة الديمقراطية بأساليب حضارية تؤمن بالتعددية وثقافة الحوار والتسامح والاعتراف بالآخر واعتبار الوسائل السلمية هي الطريق الوحيد للعمل السياسي والحزبي والعام.
في هذا الوقت, خرج علينا نفر قليل من المشككين الذين اعتادوا رؤية الامور بسوداوية وعدمية يزعمون ان في هذا الكشف مبالغة وهناك من قال أنها غير صحيحة وذهبوا بعيداً في نكران الجميل وعدم تقدير اولئك الذين تمتعوا بكل مهنية وجهوزية واحتراف ومناقبية عالية ويواصلون السهر على امن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم واستقرار البلد وحماية ضيوفه وزواره.
لهذا يصعب إقناع هذا النفر الذي اغلق عيونه وآذانه وأطلق السنته لتوجيه التهم والتشكيك وبث روح الكراهية ورفض المنطق والحجة وليس من اسلوب للتعاطي معهم سوى تذكيرهم بأن الاجهزة الامنية قد قامت بواجبها خير قيام وخرجت من الصورة بعد ان اودعت القضية والمتهمين القضاء وبات القول الفصل للعدالة التي ستأخذ مجراها وفق القوانين المرعية ويعرف هؤلاء وغيرهم من المشككين والسوداويين والعدميين أن لا سلطة لأحد على القضاء الاردني النزيه والعادل والذي يضع الأمور في نصابها ويضعها بعد استكمالها أمام الشعب الاردني.
ويجدر بنا في هذا الشأن ان نذكر الاردنيين بأن الذين يشككون هم اصحاب الارتباطات المشبوهة مع التنظيمات الارهابية وهم الذين ابدوا حزنا وتعاطفاً وقاموا بالتعزية برموز مارست الارهاب علنا وسفكت من دماء الابرياء, بل ان مجرد اختيار المجموعة الارهابية اسم تفجيرات 9/11 الثانية تعني انهم لم يندموا ولم يستخلصوا دروس الجريمة البشعة التي ارتكبوها بحق الابرياء في فنادق عمان مثل ذلك التاريخ من العام 2005.
آن لأصحاب العقول والضمائر ان يدركوا بأن الارهاب مصيره الفشل وان لا سبيل للوصول الى تحقيق الاهداف السياسية المشروعة سوى العمل بوسائل سلمية وحضارية تؤمن بالديمقراطية والتعددية وترى في صناديق الاقتراع والمشاركة معيار الشعبية والقبول الشعبي وليس عبر الارهاب او التشكيك أو اطلاق الشعارات وتسيير المظاهرات ومقاطعة الانتخابات وغيرها من الاساليب العقيمة والعدمية.
المفضلات