قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة إن نشر موقع ويكيليكس الإلكتروني للبرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة يضر بالدبلوماسية. ودعا إلى تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحق المعرفة مع الاحتفاظ بالسرية في العمل الدبلوماسي.
وقال مون في مؤتمر صحفي بنيويورك "من غير المناسب أن تسرب هذه الوثائق السرية". وأضاف أن "الاندفاع من جانب المسربين من شأنه أن يزيد من صعوبة القيام بالعمل الدبلوماسي العادي والمعقول".
ودعا الأمين العام للمنظمة الدولية إلى تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحق المعرفة، مع الاحتفاظ بالسرية في العمل الدبلوماسي. وأشار إلى أن القانون في بعض البلاد يقضي بعدم الكشف عن أي وثيقة سرية قبل مرور 30 عاما على إصدارها.
ومن بين البرقيات التي بدأ ويكيليكس نشرها تدريجيا منذ 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي برقية من وزارة الخارجية الأميركية تشير إلى أن هناك دبلوماسيين في الأمم المتحدة يقومون بأعمال "تجسس".
وقال بان كي مون إنه أوضح لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون، عندما بدأ الموقع الإلكتروني في نشر ما يقرب من 250 ألف برقية دبلوماسية أميركية مسربة، أن عمله بوصفه أمينا عاما للأمم المتحدة "مكشوف وشفاف".
وأضاف "اتسم أداء العمل الدبلوماسي بالشفافية على أساس الثقة المتبادلة والسرية، وسأواصل العمل على نفس المنوال".
أسانج أعرب عن خشيته من تسليمه للولايات المتحدة (رويترز)
تحقيق قاس
وكان مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج قال إنه تعرض هو ومؤسسته لتحقيق قاس من قبل السلطات الأميركية بعدما نشر برقيات دبلوماسية سرية، في حين قالت شرطة بلده الأصلي أستراليا إنه لم ينتهك أي قانون جنائي في البلاد بنشره تلك البرقيات.
وردا على سؤال عما إذا كان يواجه مؤامرة أميركية قال أسانج "إن هناك تحقيقا قاسيا للغاية، سقطت الأقنعة عن البعض وتقوم وظائف البعض على ملاحقة القضايا الشهيرة".
وكان أسانج قال -بعدما أفرج عنه القضاء البريطاني الخميس بكفالة- إنه يخشى تسليمه للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن محاميه سمعوا شائعة تفيد بأن واشنطن أصدرت لائحة اتهام ضده، لكنه قال إن الشائعة غير مؤكدة حتى الآن.
كما أعلن أسانج أن هناك الكثير من المعلومات "المستقاة من برقيات دبلوماسية أميركية ستنشر على موقعه"، مشيرا إلى أن البرقيات المسربة تعكس "تحولا تدريجيا في دور القانون بالمؤسسات الأميركية التي يجب كشفها، ونحن نفعل ذلك".
وتابع أن الناس لهم الحق أن يعرفوا أن السفراء الأميركيين وجهت إليهم تعليمات "بالانخراط في نشاط تجسسي".
وكانت تسريبات ويكيليكس قد أثارت غضب الولايات المتحدة التي اتهمت أسانج بتهديد مصالحها في العراق وأفغانستان بسبب الوثائق التي نشرت أسرارا عن النشاط العسكري الأميركي بالدولتين.
من جهة أخرى قالت الشرطة الأسترالية إن موقع ويكيليكس لم ينتهك أي قانون جنائي في البلاد بنشره برقيات دبلوماسية أميركية سرية، وذكرت في بيان أنها "أتمت تقييمها للمواد المتاحة وخلصت إلى عدم وجود أي مخالفات جنائية يكون لأستراليا اختصاص قضائي عليها".
وكانت الحكومة أمرت الشرطة بإجراء تحقيق لمعرفة ما إن كان موقع ويكيليكس الذي أنشأه أسانج ارتكب مخالفة جنائية في البلاد، فيما قالت وزارة الدفاع إن تسريبات ويكيليكس لم تلحق أضرارا بالأمن القومي.
المصدر: وكالات
المفضلات