على جدار ذكرياتي كتبت الأيام ما يحلو لها من كلمات ورسمت ما يحلو لها من صور..
فشغلت حيزاً بقدر معرفتي في هذه الحياة..
رسمت مناظر بديعة خلابة، ومناظر مخيفة تشمئز منها القلوب..
كتبت ما يحق لي أن أفتخر فيه وكتبت أيضاً ما حاولت مسحه أن أمسحه بطرف ثوبي فلم أستطع..
أحب دائماً أن أجعل ظهري لما لا أحب النظر إليه..
//
جدار ذكرياتي كجدار غرفتي التي عشت فيها منذ ولادتي وحتى نهاية العقد الثاني من عمري..
كتبت مرة فوق سريري الصغير، والذي غيرته بعد أن زادت همومي التي تزيد عن حجمي بقليل، اسمي..
كتبته بأول قلم رصاص أعطتني إياه أمي لأرسم به على كراستي..
كتبت اسمي بخط كبير متعرج..
كبير كأحلامي، ومتعرج كتعرج حظي في هذه الحياة..
//
نظرت إلى بقايا الذكريات وأزحت اللوحة فوجدت مكتوباً خلفها.. سأكون..
لا أعلم لماذا أخفيتها خلف اللوحة ومتى..
كتابات كثيرة على ذلك الجدار محاها الزمن أو أخفيتها أنا خلف تلك البراويز الجميلة..
لا أعلم إن كنت أنا من كتبها وإن كان الخط يشبه خطي ولكني متأكد بأنها لم تعد تعنيني..
في كل مرة أجد أن الخط بدأ يتحسن عن سابقه، فيصبح أكثر رزانة..
وأن الأفكار والمعتقدات بدأت تتعقد وتتخذ مساراً نهايته بـ جياً!!
فسيولوجي أو بيولوجي .. فكنت أسلك جميع ما سبق..
//
أسابق الريح كي أصل إلى قمة الجدار، فأكتب عن قصة مجدي وحبي..
قصة أحزاني ويأسي..
قصة فرحي وغبطتي، أملي وقوتي..
جبروتي وانهزامي، عزي وذلي..
ليس فيني شيء غريب سوى أنني أجمع ما تناقض من الأشياء..
فتجدني فرحاً حزيناً طرباً يائساً مهموماً منتشياً..
لكني على الأرجح أذكى من ذلك الجدار فقد استطعت أن أتناسى ما عجز عن نسيانه أو طيه في ذكرياته..
المفضلات