سهير بشناق
..ها نحن نقف على لحظات من مشارف هلال الشهر الفضيل، رمضان المبارك..!
..وشتان ما بين وقفة واخرى.
يوم او يومان يفصلنا عن رمضان ، شهر الخير والبركة ففي الوقت الذي توالي به الاسر استعداداتها لاستقباله ، فان هناك اسرا كثيرة ؛قد لا تجد ما تستعد به ، سوى ايمانها ودعائها للخالق بان يكون هذا الشهر مناسبة لكثيرين من ميسوري الحال بالشعور مع الفقراء وغير القادرين على تامين متطلبات واحتياجات افراد اسرهم فلا يجدون ما يفطرون عليه سوى الماء .
ارتبط شهر رمضان المبارك، عند جموع المسلمين بابعد من معاني الصوم والامتناع عن الطعام والشراب ، فهو يعني لهم ، مساعدة الاخرين من الفقراء والمحتاجين الذين تزداد معاناتهم النفسية والاجتماعية في هذا الشهر كونهم يشعرون بالعجز والفقر لعدم قدرتهم على تامين احتياجات افراد اسرهم ،في الوقت الذي ينعم به كثيرون بالرخاء المادي الذي يساعدهم على سد رمق جوعهم وعطشهم في ايام رمضانية طويلة .
..وبسبب من عفة النفس واليد ، لا يحتاج» الفقير» لان يطلق» صرخته» في شهر رمضان فحسب، بل ان الفقر «موجع» فان يشعر اب بانه عاجز عن ان يطعم اطفاله بعد صومهم وان لا يكون بمقدرته ان يوفر لهم اقل القليل ،على طعام الافطار يشعره بالعجز والالم النفسي .
وان لا تجد اما في بيتها سوى الخبز والشاي لتطعم اطفالها ،ولا يمكنها ان توفر لهم ما يتمنونه شيء يوجع القلب .
لكن ،ابواب الخير كثيرة والقلوب التي لا تتعامل مع الصوم كعبادة تحول بيينا وبين تناول الطعام والشراب فقط بل تؤمن ان الشعور مع الاخرين ومد يد العون لهم هي ايضا قلوب لا تزال تنبض بالخير والعطاء وتسعى له في بيوت فقيرة لكنها تخجل من طلب العون والمساعدة بالرغم من حقها بذلك .
وفي الوقت الذي تتعفف اسر فقيرة عن البقاء في الشارع لسؤال الاخرين فان شهر رمضان الفضيل يعتبر فرصة حقيقية للمتسوليين، لاستدرار عطف المواطنين واستغلال تعاطفهم مع الفقراء .
مصادر مختصة بوزارة التنمية الاجتماعية اكدت على اهمية تنبه المواطن لقضية التسول خلال شهر رمضان المبارك والتي تزداد بشكل ملحوظ مما يدفع بالكثيرين الى مساعدتهم وهم لا يحتاجون للمساعدة كون التسول اصبح مهنه يعتاشون منها في كل شهور السنة .
واشارت المصادر الى ان التسول يزداد خلال هذا الشهر خاصة امام ابواب المساجد وفي الاسواق ومن كافة الاعمار وهو لا يرتبط بالفقر والحاجة بقدر ارتباطه بسلوك حياة يتم استغلاله في مناسبات معينة .
ويؤكد اخصائيون اجتماعيون على ان شهر رمضان المبارك، فرصة لعمل الخير والمبادرة اليه لادخال الفرح لقلوب كثيرة اكتوت بنار الفقر
واشاروا الى ان هناك العديد من الجهات، التي على دارية تامة بالاسر الفقيرة ومدى حاجتها للمساعدة سواء كانت مساعدة مالية مباشرة او تامين وجبات الافطار وهي جمعيها وسائل مسخرة للمقتدرين لتشجيعهم على مساعدة الفقراء .
..»نجد ان الاستمرار بدعم ومساعدة الاسر الفقيرة ليس بشهر رمضان المبارك فحسب، بل على مدار العام لحاجتهم الماسة لذلك وعدم الاكتفاء بتقديم المساعدة خلال شهر رمضان فقط بل الاستمرار به على مدار العام «.
اطفال يصرون على الصوم ولا يجدون عند موعد الافطار ما يسد رمق جوعهم وعطشهم
امهات لا يقضين اوقاتهن باعداد الطعام باختلاف اصنافه لان بيوتهم خالية ... اباء لا يتجرأون على زيارة الاسواق لانهم لا يمتلكون المال لشراء القليل لكن ايمانهم بالله عز وجل كبير
فهو الخالق الذي يسخر لهم الاخرين لمساعدتهم واطعام اطفالهم ليشعروا بفرحة الصائم عند الافطار
شهر رمضان المبارك فرصة لا تعوض لمساعدة الفقراء واطفالهم فهو شهر الخير والرحمة والشعور مع الاخرين وعجزهم .
فمن تمكن من تقديم المساعدة تبعا لظروفه المادية ولو بالقليل ستعني الكثير لمن لا يملك شيئا
ومن جلس على مأدبة الافطار وامامه من طعام وشراب الكثير وهو لم يسع لمساعدة الاخرين لن تكتمل فرحته بالصوم الذي ينقي الابدان والقلوب ،فاكتمال الفرح بمشاركته مع الاخرين .
دعوة وتضرع من محتاج وفقير، يدعوها لمن ادخل الفرح لافراد اسرته وقدم له يد العون والمساعدة كفيلة بان تشعر قلوبنا بالراحة والطمانيينة لقدرتنا على الشعور مع الاخرين بالمهم وفقرهم وهي دعوة نحن بامس الحاجة لها كي تذكرنا دوما، كم نحن ضعفاء لا نقوى سوى ان نقول دوما وابدا:.. يا رب .
المفضلات