ان التهور يأتي من طرف الافراط :
ان التهور يأتي من طرف الافراط :
اي الاقدام على ما لا ينبغي والخوض في ما يمنعه العقل والشرع من المهالك والمخاوف . ولا ريب في انه من المهلكات في الدنيا والآخرة.
ويدل على ذمه كل ما ورد في وجوب محافظة النفس وفي المنع عن إلقائها في المهالك .
كقوله تعالى : ( ولا تُلْقُوا بِأيديكُم إِلىَ التَّهلُكَةِ )
وغير ذلك من الآيات والأخبار . والحق أن من لا يحفظ نفسه عمّا يحكم العقل بلزوم المحافظة عنه فهو غير خالٍ من شائبة من الجنون ، وكيف يستحق اسم العقل من ألقى نفسه من الجبال الشاهقة ولا يبالِ بالسيوف الشاهرة ، أو وقع في الشطوط الغامرة الجارية ولم يحذر من السباع الضارية .
وعلاجه ... بعد تذكر مفاسده في الدنيا والآخرة .. ان يقدم التروي في كل فعل يريد الخوض فيه ، فإن جوّزه العقل والشرع ولم يحكما بالحذر عنه ارتكبه ، والا تركه ولم يقدم عليه . وربما احتاج في معالجته أن يلزم نفسه الحذر والاجتناب عن بعض ما يحكم العقل بعدم الحذر عنه ، حتى يقع في طرف التفريط ، واذا علم من نفسه زوال التهور تركه وأخذ بالوسط الذي هو الشجاعة .
دمتم بحفظ الرحمن
المفضلات