عذراً يا أقصى!
كتب نبيل العوضي
- لنبذل شيئا ولو يسيراً في الدفاع عن مقدسات الأمة
هاهم اليهود الصهاينة ينفذون مخططاتهم التي رسموها منذ مئات السنين، فبعد ان توافدوا على أرض فلسطين واحتلوها وطردوا اهلها، بدؤوا هدم المساجد منذ زمن واحتلال بعضها وسلب الآثار الاسلامية التاريخية ومحاولات كثيرة لتدنيس المسجد الاقصى وتغيير معالمه، واليوم 16 مارس 2010، نحن على موعد مع حدث ربما يكون الاخطر منذ احتلال الصهاينة للأرض المباركة، فالصحف الاسرائيلية تنشر نبوءة أحد حاخامات اليهود الذي هلك في القرن الثامن عشر بان هدم المسجد الاقصى وبدء بناء الهيكل الثالث المزعوم سيكون متزامنا مع اكتمال بناء معبد الخراب، وهذا المعبد تم افتتاحه بالامس وبالتالي لابد من بدء هدم المسجد الاقصى اليوم الموافق لـ16 مارس 2010.
ما يسمى بكنيس الخراب - جعله الله خرابا - بني على حساب المسجد العمري مع ارض وقف اسلامية، فهي ارض اغتصبت من المسلمين بالقوة وكان مسجدا وقفا ثم حولت خلال بناء دام اربع سنين الى اكبر كنيس صهيوني في القدس، وتم في اليومين الماضيين تدشينه بعدة طقوس واحتفالات وترانيم شارك فيه طلاب المدارس بقيادة رجال دين متطرفين، ودعم حكومي وتمويل من رجال الاعمال والاموال، فهذا الكنيس بالنسبة لهم تحول تاريخي كبير جاء بعد الاستيلاء على عدة مساجد في القدس وطرد اهلها منها.
ان المسجد الاقصى الذي نراه اليوم ولا نستطيع الوصول اليه قد يكون محفوظا في الصور والذاكرة يوما من الايام وقد يهدم كل ما نراه ويدك على رؤوس اهله ان لم نفعل شيئا اليوم، المسجد الاقصى وتحريره وشد الرحال اليه يعتبر من اهم اولويات المسلمين في هذا العصر، فهو المسجد الذي اختاره الله لمسرى نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو المسجد الذي بارك الله حوله، وهي القبلة الاولى التي شرعها الله للمسلمين، وهو المسجد الذي تضاعف الصلاة فيه لتكون خمسمئة صلاة، فهل يعي المسلمون أهميته وفضله.
قد لا يجرؤ الصهاينة اليوم على هدم المسجد ولا اجزاء منه لكنهم بالتأكيد سيخطون خطوة في هذا الاتجاه سواء بإجلاء بعض المسلمين، او احتلال بعض الاجزاء او فتح بعض الانفاق او على الاقل اقامة بعض الطقوس الدينية المحرفة اوالمكذوبة داخل الحرم وفي بعض اجزائه لتستمر في كل عام ولتكون مناسبة سنوية لهدم المسجد المبارك وبناء هيكل الضلال المزعوم.
للاسف نحن نعيش في حقبة من اسوأ الحقب في تاريخ المسلمين، فالقوة اليوم بيد الصهاينة والصليبيين الحاقدين على امة الاسلام، جيوشهم تجوب بلاد المسلمين بلا اي رادع في بحر او بر او جو، بعض المثقفين العرب باعوا دينهم وعقيدتهم وصاروا يدافعون عن الصهاينة بوجوه مكشوفة، وهم في نفس الوقت يحاربون كل من قاومهم او جاهد في سبيل الحق، الاعلام العربي في غالبه مشغول بتفاهات وسخافات وأشغل الشعوب العربية بها، عدم شعور الكثيرين بأهمية الموضوع وخطورته ووجوب تحرير المسجد الاقصى من دنس اليهود، فالقضية واجب وفريضة شرعية.
وصل بنا الحال ان بعض أبناء جلدتنا لا يحب حتى الحديث عن المسجد الاقصى، واذا تحدث الصادقون الغيورون على دينهم صرخ بعضهم فقال (لماذا تتحدثون وانتم جالسون هنا؟!!) أو قال آخر (اذهبوا الى فلسطين وفكونا منكم!!!) فهو لا يريد حتى الحديث عن الموضوع او نشره بين الناس ليبقى الهم في قلوبهم.
ان نصرة المسجد الاقصى لها وسائل عديدة، اعلاها وذروة سنامها القتال في سبيل الله عندها وحولها وفي اكتافها، ومن الجهاد ما يكون بالكلمة ورد الشبهات والدفاع عن حق المسلمين فيها، ومن الوسائل بذل المال والصدقات وهو من اعظمها، بل ان من جهز غازيا فقد غزا، ومن أخلفه في اهله بخير فقد غزا.
ومن الوسائل المتاحة لكل مسلم ان يشعر بهم اخوانه ومصابهم فيدعو لهم بظهر الغيب، ويدعو الله في ساعات الاجابة لتحرير المسجد الثاني بناء على وجه الارض، وما اجمل ان يقضي المسلم هذا اليوم كله بالدعاء ان يحفظ الله الاقصى ويرزقنا فيه صلاة مقبولة، فقد تمنى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ان يكتب الله لمن يصلي فيه ركعتين ان يخرج من ذنوبه كيوم ولدته امه.
ان استخدام التقنيات الحديثة ووسائل الكمبيوتر وبرامج الافلام والصور وتوظيف الشبكة العنكبوتية في خدمة قضية الاقصى يعتبر من افضل الوسائل في اقناع العالم بحق المسلمين، ونشر جرائم الصهاينة عبر الانترنت ليس امامه حاجز ويستطيع كل واحد عنده بعض الخبرة ان يقوم به، فلنبذل شيئا ولو يسيرا في الدفاع عن مقدسات الامة، ومن قصرت به همته فيرفع الاكف ويطلب ربه فان اليوم يوم المخلصين الصادقين، حفظ الله المسجد الاقصى وأرجعه للمسلمين خالصا، ورد الله كيد الصهاينة في نحورهم وأشغلهم بأنفسهم، آمين.
***
جمعية الإصلاح الاجتماعي تقيم مهرجانا خطابيا اليوم في قاعة بقرب سنترال الجهراء بعنوان (عذرا يا أقصى) وذلك بعد صلاة العشاء، من أراد الحضور فليخلص النية لله وليجعلها في سبيل نصرته للمسجد الاقصى.
المفضلات