مع سقوط عشرات القتلى يوميا في سوريا وتزايد وتيرة العنف الذي يمارسه النظام هناك ضد ما يسميها عصابات مسلحة إرهابية، ويزداد الحل السياسي للأزمة تعقيدا خاصة عقب الفيتو الروسي الصيني ضد مشروع المبادرة العربية.
تحكي الوقائع أن حربا أهلية في طريقها للاشتعال في سوريا حاليا، ويقف على جانبي الصراع -غير المتكافئ- فيها الرئيس بشار الأسد بجيشه الذي يزيد على 200 ألف فرد من الموالين له وأغلبهم من الطائفة العلوية، والجيش السوري الحر -المدعوم من الغالبية السنية- بأسلحته الخفيفة.
فنظام الرئيس الأسد -وفق مراقبين- بات يطبق شعار "ما لا يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة"، والجيش الوطني الحر أكد على لسان قائده العقيد رياض الأسعد أنه مصر على إكمال المعركة ولو بمفرده حتى يلحق الهزيمة بكتائب الأسد ويحقق أمل الشعب السوري في إسقاط النظام.
المرصد: قوات النظام قتلت أكثر من 6800 منذ بداية الاضطرابات في سوريا (الفرنسية)
وتقول الوقائع الميدانية إن القوات السورية واصلت قصفها الكثيف لعدة أحياء في حمص لليوم الخامس على التوالي مع احتشاد كبير للدبابات والجنود خارج أحيائها، وقالت لجان التنسيق المحلية إن 112 شخصا قتلوا في حمص وحدها بينهم ثلاث عائلات وستة أطفال وثلاث نساء، من بين 151 لقوا مصرعهم أمس الخميس في سوريا.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قتلت قوات النظام أكثر من 6800 منذ بداية الاضطرابات في سوريا منتصف مارس/آذار الماضي.
وقال نشطاء في حمص إن تعزيزات الدبابات التي أرسلت في اليومين الماضيين تثير احتمال وقوع هجوم كبير لاقتحام المناطق السكنية الكبيرة للسنة التي يعيش فيها مئات الآلاف، في حين يستعد المنشقون الأقل تجهيزا وعتادا لصدّ الهجوم.
وتحدث ناشطون عن مروحيات هجومية شاركت لأول مرة في الهجوم على أحياء حمص، مؤكدين أن "المليشيات العلوية" تلعب دورا داعما حيويا للقوات المهاجمة.
شبح الحرب
مجلة تايم الأميركية ذكرت في مقال لها نشر الثلاثاء أن سوريا لم تعد على وشك الانزلاق في حرب بل هي في حرب فعلية. ورغم أن المحتجين المسالمين ما زالوا يتظاهرون في الشوارع بالآلاف، فإن الظاهرة الواضحة هي أن الجيش السوري الحر يتحول ليكون الفاعل الرئيسي في الثورة التي تزداد شراسة يوما بعد يوم، وفقا للمجلة.
ويقول قائد الجيش الحر في تصريحات صحفية الثلاثاء الماضي "كنا نطالب بقوات دولية لمساعدتنا، ولكن إذا لم توجد فنحن لن نقف صامتين مكتوفي الأيدي بل سنستمر في نضالنا حتى النهاية".
الجيش السوري الحر يواجه الجيش النظامي في مناطق عدة بالبلاد (الفرنسية)
وفي رده على تساؤل عما إذا كانت قواته قادرة بمفردها على إلحاق الهزيمة بالجيش النظامي خلال فترة وجيزة دون تدخل خارجي، أجاب "لا نملك السلاح الكافي لمجابهة هذا النظام، وبالتالي هزيمتنا لجيشه تتوقف على مدى التسليح الذي يمكن أن يتوفر لنا خلال الفترة القادمة".
وأضاف "لا نستطيع أن نقول إننا مسيطرون على منطقة ما بأي محافظة، ولكني أؤكد أننا منتشرون في كل نقطة تراب بأرض سوريا"، وشدد على أنه رغم تفوق كتائب الأسد عددا وتسليحا فإن الحالة المعنوية والنفسية لها باتت منهارة.
وأشار إلى أن قوات الحرس الجمهوري التي تتمركز في العاصمة لحماية النظام بدأت تشتبك مع قوات الجيش الحر "في عمليات صريحة وواضحة بريف دمشق"، وقال إن "قوات الحرس الجمهوري تمتلك السلاح الأقوى والأكثر تطورا بالجيش النظامي وهي الذراع الأطول للنظام بين كل قطاعاته".
وذكر الأسعد أن قوام الجيش الحر تجاوز 50 ألف جندي منشق، في حين يبلغ قوام الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة من الجيش التي يقودها ماهر الأسد قرابة المائة ألف.
المصدر: الجزيرة
المفضلات