شعب عامر بمكة المكرمة
حيث أنني من مواليد مكة المكرمة وعشت وترعرعت في حارة (حي) شعب عامر أحببت أن أكتب بعض الكلمات عنه خاصة وأنني عندما زرته آخر مرة كان الهدد (الهدم) يقطع أوصاله ولم يتبقى منه إلا جزء يسير جدا وربما القصد هو تطويره ولكن طمست كل المعالم التي عايشتها في الطفولة والصبا .. وسوف أكتب عنه قبل 50 عام للذكرى .
شعب عامر كان في الجاهلية وصدر الإسلام لبني عامر بن لؤي بن غالب من قريش .. وكان يسكنه الفارس عمرو بن ود العامري والذي استطاع أن يقفز من على الخندق في معركة الأحزاب ولكن استطاع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن يقضي عليه ..
ويحتضن الشعب جبل خندمه .. وللشعب تشعبات كثيرة في هذا الجبل وتمتد البيوت على جوانبها أو حتى على الجبل نفسه ويحد الشعب من جهة الغرب تقريبا الشارع العام الذي يأتي من المعابدة وينتهي عند الحرم المكي الشريف قرب الصفا ومن الجنوب شعب علي ومن الشمال الجميزة والمعابدة وهو مطلٌ على أسواق الغزة والمعلاة والخريق والحجون وحتى الجعفرية .. وكان لا يفصله عن الحرم سوى شعب علي ( شعب بني هاشم) والقشاشية ..
وهو قريب من أسواق مكة الشهيرة آنذاك مثل : الغزة و الحلقة وسوق المعلاة والخريق و الجودرية وغيرها وفي المدخل الرئيسي للشعب كان يوجد سوق خان الجفالي وبقربه أسواق أخرى وحراج الغنم وقريبا منه مكان الجزارة لبيع اللحوم وبها العديد من المخابز وفي الخريق موقف سيارات الأجرة المتجهة لجدة وموقف آخر في الجعفرية للسيارات المتجهة للطائف مثل سيارات الأبلكاش وغيرها وكذلك موقف اللواري لنقل الطرود والركاب لنجد وغيرها من المناطق ..
كما كانت توجد بالشعب النيابة العامة والمحكمة الكبرى والإدارة العامة للبرق والبريد وسجن المحروق والمدرسة السعودية الابتدائية وكذلك الرحمانية المتوسطة وتم فتح مدرسة الشعب الابتدائية داخل الحي وكذلك كان مقر وسكن الشريف شاكر بن هزاع العبدلي قائم مقام مكة المكرمة . وسكان شعب يتكون أغلبه من الأشراف الهاشميين ومن فروع قريش المختلفة ومن قبائل هذيل وعدوان وسليم ولحيان وأعداد كبيرة من أهل نجد وغيرهم من مناطق المملكة ومن ثم جاليات عريية واسلامية بشكل أقل .
وشعب عامر يتكون من عدة أقسام منها رُبُع اطْلَع وأعتقد أن التسمية أتت كونه على طلعة قصيرة أو فلنسميه منحدر وهو القسم الذي كنا نسكن فيه وهو ملاصق لحارة شعب علي وهو أول الشعب جنوبا ..
ويأتي بعده بئر الحمام ويعتبر مركز الحارة وهي برحة كبيرة يتوسطها بئر الحمام والذي تم ردمه واستمر المسمى وهذه البرحة تطل عليها دكاكين وبسطات وهي مجمع لأهل الحارة وخاصة الأولاد ومواقف السيارات وبئر الحمام تصب فيه كل الطرق التي تربطه بأقسام الشعب مثل شعيب الذيب والمصافي وطويرق وبئر سمسم وبرحة مخلص وجبل سودان والخريق والدحلة .
وهذه بعض الصور التي اخترها للموضوع :
المعدات وهي تدك العمائر والبيوت ولا تبقي على شيء
باب حوش منزلنا قبل الازالة انظر لارتفاع منسوب الشارع
فريق كرة القدم بالحي والصورة خارج الحي وأنا ضمن هذه المجموعة
المفضلات