طفل متسول
في و جهك المحزون يا طفلي الصغير
وطني الكبير
وطني بأوسع منتهاه
وطني المعذب في حماه
وطني النبيض على انقاض الحياة
وطني الكبير
في وجهك المحزون يا طفلي الصغير
يا جرح أغنية حزينة
جشأتك أحشاء المدينة
و تقلصت منك الديار
حتى الظلام
القابع المكدود في قعر الجدار
حبس الظلام
و استكبرت حتى الفوانيس الضئيلة
من ان تمد يد الشعاع
الى دروبك
و تمد لي كفاً تستجدي
فتعصر مهجتي .. و تذيب روحي
عيناك في حفض
و لثغتك الذليلة
"لله" ( يا ليدي)
فتنزف بي جروحي
**
لا يا صغيري
خيرات ارضي لم تكن ابداً قليلة
لكن يقال بأننا شعب فقير
شعب من الاسمال و الاطلال
و الخبز الحقير
شعب تمر به المواكب و هو مغلول المسير
و يتوه في كل الأزقة مثلك طفل صغير
رثٌّ حقير
ليقال عنا اننا شعب فقير
لا يا صغيري
كانت بلادي مرتع المتسولين
كانت .. و كنا مضغة المستعمرين
مستضعفين .. و واجفين
نستلهم الغيب البهيم
و نظل نرقد حالمين
بالغيب .. بالغيب البهيم
و مواكب الاحرار تعبر في جنون
**
تطوي الحزن
و تفتت الاطواد شامخة ..
و تعصف بالحصون
و أنا و أنت و القبائل
و العشائر و البطون
نستلهم الغيب البهيم
متخادلين .. قانعين
متسولين
**
لا يا صغيري .. لا يا صغيري أنا لا اريدك ان تكون
رمزاً لماضينا اللعين
فلأنت يا طفلي الصغير
وطني الكبير
و طني بأوسع منتهاه
و طني المقدس
في كرامته و عزة و كبرياه
المفضلات