الحساسية نظام حماية للجسم
لقد وهب الله الإنسان نظام حماية لجسمه هو جهاز المناعة و يعمل هذا الجهاز على تخليص الجسم من تأثير الجراثيم والفيروسات وغيرها من المواد والأجسام الغريبة التي قد تتمكن من اختراق خطوط دفاعه المختلفة, مثل الجلد أو تجاوز المادة المخاطية التي تفرزها بعض أعضائه و العديد من ألأنسجة بهدف حمايته. وكما هو الحال دوما فان الاعتدال هو المطلوب لتوازن الجسم كي يحيى الإنسان حياته بشكل طبيعي ومريح, على أن ذلك غير ممكن في جميع الحالات ؛ ففي مراحل عمرية معينة أو نتيجة للعديد من الأمراض ومع تقدم الإنسان في العمر يختل عمل جهاز المناعة.
يضاف إلى ذلك الكثير من حالات الاختلال في عمل جهاز الجسم المناعي دون أن يستطيع العلم تقديم تفسير لذلك, إن القاسم المشترك بين هذه الحالات هو حدوث فرط نشاط عمل هذا الجهاز و في أحيان أخرى خموله وفي كلتا الحالتين عدم قيامه بواجبة في حماية الجسم.
إن مرض الحساسية ينشأ لدى اختلال وفرط نشاط جهاز المناعة، يظهر ذلك على شكل طفح جلدي واحمرار متفاوت من حيث امتداده على أجزاء مختلفة من الجسم،في حالات أخرى يأخذ فرط التحسس شكل احمرار العينين وزيادة في افرازات الغدد الدمعية واللعابية إضافة إلى زيادة افرازات النسيج المخاطي المبطن للقصبات الهوائية. تؤثر التغيرات السابقة سلبا على الجهاز التنفسي مسببة حالة من الربو .
في الغالب الأعم تكون حالة الحساسية هذه خفيفة ولا تشكل خطرا على صحة الإنسان بينما نجدها في حالات أخرى شديدة وفي حالات نادرة قد تكون شديدة الخطورة.
كيف تنشا الحساسية؟
تنشأ الحساسية لدى تعرضنا لجسم غريب. قد يكون هذا الجسم الغريب جرثومة أو فيروسا أو مادة كيماوية أو دواء و قد يتسبب بالحساسية طعام نتناوله أو منظف كيماوي نستخدمه و غير ذلك كثير. يقوم جسم الإنسان في حالة الحساسية و لدى تعرضه لهذا الجسم الغريب بإنتاج مفرط لأجسام مضادة من نوع . IgE إن ردة فعل الجسم تكون موجهة ضد هذا الجسم الغريب ولمقاومته مما يؤدي إلى تهيج الجلد والأنسجة المخاطية محدثا الكثير من التغيرات في الجسم .
لقد طور العلماء العديد من الوسائل للكشف عن حالات الحساسية هذه, ولعل أسهلها للانسان هو ما يتم إجراؤه من خلال فحوصات عينة دم المريض. يتم الفحص باستخدام تقنية عالية الدقة بهدف التحقق فيما إذا كانت عينة الدم هذه تحوي الأجسام المضادة المشار إليها سابقا من نوع IgE . إن هذه الأجسام المضادة تكون موجهة ضد المادة الغذائية أو الكيماوية أو غيرها والتي تسللت إلى جسم المريض. إن دخول المادة إلى الجسم تتسبب بالحالة التي يعاني منها المريض من أعراض الحساسية.
تتوفر الآن لدى مختبرات ميديكير قائمة متنوعة من فحوصات الدم للكشف عن الحساسية للعديد من المواد المسببة للحساسية. تشمل القائمة فحوصات العديد من المواد الغذائية والأطعمة إضافة إلى مواد تتسبب بالمرض لدى استنشاقها.
إن هذه الفحوصات يمكن إجراؤها في أي وقت من اليوم دونما حاجة لاستعداد معين وتظهر النتيجة خلال ساعات.
المفضلات