ابواب
صفحة استحقاق من مذكرات الرجل
د. كميل موسى فرام
الرجل في المجتمع الشرقي يعتبر الفحولة العنوان الأهم والتفسير الواقعي للرجولة بفصولها المختلفة، وقد يقبل الرجل نعته بصفات سلبية كثيرة حتى بعدم وجودها على أرض الواقع مثل البخل، والجهل، والتخلف، والسذاجة، وضعف الإدراك وغيرها، ولكنه بفطرته يرفض بشكل قاطع أن يطعن بفحولته لأنها تمثل الصفحة الأخيرة اليومية بحياته بكل أحداثها، ويعتبرها متنفسا معبرا عن حبه لزوجته، ينفس به همومه للشخص الأقرب، ليبدأ صباح الغد الجديد بأحداث جديدة ضمن قطار الحياة الذي يسير على قضبان الأمل والرجاء، والرغبة والقدرة الجنسية للرجل قد تتعرضان لانتكاسات يصاحبها هبوط حاد في القدرة والتنفيذ والبحث عن الأعذار هروبا من الاستحقاق، ويترتب على ذلك مشاكل زوجية شخصية وعائلية يعلن للبعض عنها أحيانا لظروف نجهلها باعتبارها أمرا شخصيا يدخل تحت باب الخصوصية، لأن الرغبة الجنسية حتى تكتمل مرتكزاتها ونتائجها تعتبر عبارة عن عملية حيوية فسيولوجية جسدية تعتمد على الفعالية الدماغية التي تحرك مؤشرات التبادل النفسي والحسي عبر المعادلة الهرمونية بين أركان الأجهزة العضوية المنفذة بناء على إشارات الطموح المتبادل للزوجين، وعدم التزامن في ذلك سيؤدي لفتور الرغبة الجنسية بواقعها الصحيح وتحويلها لوظيفة روتينية كجزء مكون لبناء النسيج العائلي حتى لو كانت نتيجته مسببة لزيادة أفراد العائلة بنفر جديد تحت فصل عدم النية.
إن فقدان الرغبة الجنسية للرجل قد ينتج من أسباب عضوية أو نفسية، وتشتمل العضوية منها على نقص مستوى هرمون الذكورة الأساس «التيستيرون» الذي يعتبر المحرك الفسيولوجي الداعم للفحولة والنقص أو الاختلال بالإنتاج قد يكون متسببا من مرض عضوي أو بحكم العمر، كذلك فإن تذبذب الرغبة الجنسية تتأثر سلبا باستخدام الأدوية الخاصة بالجهاز العصبي وأدوية ارتفاع الضغط وأدوية المعدة وغيرها، وهناك فصل الالتهابات البولية والتناسلية المتكررة التي تترك أثرا مدمراً على الخصية وغدة البروستاتا بدون الشق العلاجي متسببة بنقص الدافع الداخلي لممارسة الوظيفة الزوجية لينتج عن ضعف في الأداء و/أو ضعف في القذف وعدم الوصول للنشوة الجنسية، بل والفشل المدقع بإمتاع الطرف الآخر، ناهيك عن قائمة من المشاكل التكوينية بالجسم والتي تؤثر سلباً على وظيفة الرغبة الجنسية وأهمها الوزن الزائد أو النحافة الشديدة وكلاهما يؤثر بشكل مباشر وسلبي على إنتاج الحيوانات المنوية والهرمونات المؤثرة فتضعف الرغبة الجنسية بشكل مباشر.
وأما الأحوال النفسية التي تؤثر بشكل مباشر لفقدان الرجل للشهوة الجنسية وتذبذب الفحولة فتتمثل بالقلق والتوتر والإجهاد الشديد والضغط النفسي والعصبي، إضافة لكثرة وتواصل مسلسل المشاكل الزوجية في دائرة الانفعال بحثا عن نقطة البداية والسبب وكل يكيل اللوم على الآخر، فتفرض حصارا محكما على تصرفات الزوج والتي تعتبر المسبب الأول لانحراف بوصلة العلاقة الزوجية واحتمال تأثرها برياح التغيير على مبدأ اقتناص الفرص والأسباب، والتوجه للصفحات الخارجية تحت مبرر الحاجة والتنفيس وفش الغل، وهناك بعض الممارسات الخاطئة بالممارسة نتيجة ضعف الثقافة الجنسية وانعدام وسائل النصح والإرشاد لمبررات العيب، وهناك البعض من الرجال الذين يتصرفون بعدم الرغبة لاعتقاد داخلي أنهم لن يكونوا شركاء حقيقيين وناجحين سواء لتجربة فاشلة سابقة بظروفها أو لتفكير مغلق أو نتيجة استمرارية التعرض لضغوط مادية أو عائلية أو نفسية، لتكون النتيجة القاسية بفشل الاختبار الذي يتسبب بالانهيار، حيث يترتب على الزوج الاستسلام للواقع بفشل الاجتياز أو دخول الامتحان من جديد بعد الاطلاع على نماذج خارجية بواسطة الواقع أو الانتشار الكبير لمواقع الانترنت، أو ينحرف الرجل بتصرفه بالهروب لأماكن وأشخاص قد يجد بينهما مكانا يأوية مقابل تكلفة مادية ونفسية.
إن جهود العلماء المتواصلة تمطر هؤلاء الرجال وكل الرجال بوابل من النصائح التي تساعد على تحسين الرغبة والقدرة حيث النصيحة بالتعرض للأشعة الفوق بنفسجية يزيد من إنتاج خضاب الجلد «الميلانين» الذي يجعل من الرجل البرونزي أكثر جذبا وانجذابا للنساء ويزيد برغبته الجنسية ويساعد على تخطي عقبة ضعف الانتصاب بدون تحريض وتحفيز خارجي، كما أن مشاهدة الرياضات التنافسية يرفع من نسبة هرمون الذكورة ويزيد الرغبة الجنسية للرجل والاهتمام بالغذاء لاعتباره المورد الأساسي للطاقة اللازمة للجسم يساعد على أداء الوظائف المختلفة والرغبة الجنسية مرتبطة بتناول الأغذية وتنوعها واشتمال الوجبات الغذائية على مشتقات البيض والحليب والأرز وفاكهتي التوت والموز بالتحديد، قد يساهم بتجنب الرجل الدخول في دوامة أركان الضعف والإحراج والبحث عن مببرات مكلفة لإثبات عكس ذلك.
يبقى هنا الإشارة للدور السلبي المؤثر للزوجة بضعف قدرات الزوج الجنسية سواء بتأثير زيادة جرعة الضغط النفسي والعائلي، أو نعته بمواصفات تلزمه بترجمة عكسها في المكان غير المناسب، والزوجة قد تشكل الخط العلاجي والدفاعي لجميع مشاكل الزوجية لو تصرفت بما عرف عن الأنوثة من حكمتها بتحريك النقاط فوق الروح وتغيير المعاني للكلمات ورسم اللوحات بسكونة وجذب، والمرأة تتمتع بقدرات غير محددة لو قررت تحقيق هدف، وأما ارتداؤها للملابس ذات اللون الأحمر المتسيد كمحرض مؤثر وجاذب، فهذا دليل رغبة ورضى ويستحق الوقوف على محاوره في استراحة طبية قادمة.
المفضلات