مشاركة أردنية في مسابقة عالمية للقانون الدولي الإنساني
عمان- رهام فاخوري -الرأىثلاث كلمات وصفت بها الطالبات مشاركتهن في مسابقة جان - بيكتيه للقانون الدولي الإنساني التي تنظمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر سنويا بـ»المتحدية والمحفزة والغنية».
واعتبرت الطالبات الثلاث من كلية الحقوق في الجامعة الأردنية مشاركتهن في هذه المسابقة العالمية والتي شارك بها الأردن لاول مرة بين (45) دولة بأنها منحتهن الفرصة للتعرف على أهمية القانون الإنساني والذي يدرس في الجامعات الأردنية اختياريا.
وسميت المسابقة بهذا الاسم تكريما للمدير السابق للصليب الأحمر الدولي والذي كان مسئولا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية عن الأعمال التحضيرية التي أدت إلى المصادقة على اتفاقيات جنيف، كما أنه محرِر لأربعة مجلدات تحتوي على شروحات لهذه الاتفاقيات.
وتوجه المسابقة والتي تستمر أسبوعا وعقدت في مقاطعة كيبيك الكندية، لطلبة الجامعات المعروفة عالميا والمختصة بالحقوق والعلوم السياسية والعلوم العسكرية، بهدف تطوير معرفتهم بالقانون الدولي الإنساني عبر لعب الأدوار والمحاكاة.
ووصفت الطالبات المشاركات في المسابقة، والتي تنافس عليها (25) طالبا، وهن نور الساكت في السنة الثانية ودعاء الفار في السنة الثالثة وفرح الزعبي في السنة الرابع بأنها تجربة فريدة من نوعها تـزيد من المعرفة بالقانون الإنساني ومن معرفة الفرد بنفسه أيضا وكيف يتصرف تحت وطأة الظروف شديدة الصعوبة.
وقالت الزعبي «أنها استفادت من التجربة وأصبحت أكثر قدرة على التحليل أكثر من الحفظ، وان مشاركتها في هذه المسابقة سهلت عليها اختيار مادة التخصص في ايرلندا بعد التخرج، وأوضحت أنها لم تكن تتوقع أن تكون المسابقة بهذا الأسلوب، وكنت اعتقد أننا غير مهيأن لمثل هذه المسابقة ففي اليوم الأول خضعنا لامتحانات تجريبية».
وقالت الفار «أنها لم تتوقع المشاركة بسبب جواز سفرها الفلسطيني ولكنها حصلت على التأشيرات في آخر يوم قبل السفر، وبينت أن معدي المسابقة كانوا مستغربين مشاركتنا كوننا قادمات من منطقة الشرق الاوسط المليئة بالنزاعات المسلحة وقدرتنا على التعامل مع اللغة الانجليزية، إضافة إلى أننا لسنا جميعا محجبات».
وقالت الساكت أن المسابقة اكسبتها المعرفة بالقانون الدولي وكيفية تطبيقه خصوصا في النزاعات المسلحة، وكيفية تعامل جميع أطراف النزاع مع بنود هذا القانون الدولي والاستفادة منه.
وأجمعت المشاركات على أنهن استفدن من هذه التجربة الغنية التي اختلفت في أسلوبها عن التلقين الذي اعتدن عليه في الجامعة وأصبحن أكثر قدرة على التحليل، كما اكتشفنا قدرة الدول الملمة في القانون الدولي الإنساني واستغلال الحجج القانونية الموجودة فيه والتي تخدم مصالحهم حتى لو كانوا معتدين، وأهمية رفع الوعي لدى الجميع بهذا القانون لكي نتمكن من الحصول على حقوقنا.
وأكدن انهن سيعملن لتهيئة الفريق المشارك في السنة القادمة لانهن اصبحن أكثر دراية، ومعرفة بالمسابقة، خصوصا وانهن اضطررن المشاركة وهن غير مهيئات مثل الفرق الأخرى.
وتعتبر المسابقة دورة تدريبية لأسبوع حول القانون الدولي الإنساني ومخصصة للطلبة «طلبة جامعيين كحد أدنى في الحقوق، العلوم السياسية، العلوم العسكرية، وما شابه ذلك»، وتعمل على «إخراج القانون من الكتب» عن طريق المحاكاة ولعب الأدوار، وتقوم لجنة التحكيم بتقييم المعلومات النظرية لفرق المتسابقين وكذلك مدى فهمهم العملي للقانون الدولي الإنساني.
ويجب أن يتكون كل فريق من ثلاثة طلبة من نفس المؤسسة التعليمية، لم يشارك أي منهم في هذه المسابقة من قبل، وأن تكون أعمارهم جميعا أقل من ثلاثين عاما بصورة عامة، ويرافق كل فريق مدرب مختص، كما يتم تسليم أعضاء كل فريق مواد تعليمية بانتظام لمساعدتهم على التحضير للمسابقة ولتحسين معلوماتهم حول القانون الدولي الإنساني «وكذلك قانون حقوق الإنسان، وقانون اللاجئين، وغيرها».
ويشار إلى أن حالات النزاع المسلح في المسابقة مبنية على سيناريوهات وهمية إلا أنها بنفس الوقت واقعية، وخلال المسابقة يتم تبديل آلية عمل المجموعات، فمثلا: تـعقد اجتماعات بين لجنة التحكيم وعضو واحد من الفريق المتسابق، أو بين لجنة التحكيم وعدة فرق متسابقة، أو بين فريقين متسابقين، ويلعب المشاركون ولجنة التحكيم أدوارا متغيرة، فقد يكونوا مندوبي صليب أحمر في الصباح ومقاتلين بعد الظهر ما يشجعهم على تقييم الوضع نفسه من عدة وجهات نظر، وفي نهاية كل جلسة، يتنافس المتسابقون الذين وصلوا للتصفيات النهائية في مسابقة نهائية دولية، يتم بعدها منح جائزة جان - بيكتيه الدولية للفريق الأفضل.
وقالت الناطق الرسمي باسم البعثة الدولية للصليب الاحمر ربى عفاني، أن اللجنة تعمل مع كليات الحقوق في الجامعات الأردنية منذ عام 1997، بهدف ادماج مادة القانون الدولي الإنساني في المنهاج وتمكنت (14) كلية من (16) من تحقيق ذلك.
واوضحت أن المسابقة منحت الطلبة الفرصة للتعرف على القانون الدولي الإنساني وتطبيقه على ارض الواقع، وعادت المشاركات بخبرات اكتسبنها خلال الدورة ستمكنهن من تدريب الفريق المشارك العام المقبل ونشر التوعية حول أهمية القانون وكيفية التعامل معه.
وبينت أن اللجنة سعيدة بمشاركة الأردن ولبنان بين الدول العربية، وستقوم اللجنة بالترويج للمسابقة وتحفيز الجامعات للمشاركة في هذه المسابقة، وتتم المشاركة عبر مراسلة الجامعات لمنظمي المسابقة.
المفضلات