الأدوية المؤثرة على الجهاز القلبي الوعائي " Cardiovascular Drugs "
1- الأدوية المقاومة لتخثر الدم "Anticoagulants "
إن الدراسات التي أجريت على هذه المجموعة من الأدوية قليلة جداً وان كانت هناك دراسات فهي محدودة على عدد محدود جداً من المرضى، ومن الأدوية التي أجريت عليها الدراسات هي :
الوارفارين Warfarin
في احدى الدراسات التي أجريت على 13 أم مرضع وباستخدام طرق تحليلية حساسة بما يكفي للكشف حتى 0.08 مايكرومول / لتر ( 25 نانو غرام/ مل )، لم يكشف عن وجود الوارفارين في حليب الثدي حتى عندما بلغ تركيزه في بلازما الأم 4مايكرومول/ لتر ( كان معدل التركيز يتراوح بين 1.6-8.5 مايكرومول / لتر) ، 7امهات من بين 13 أم كن يرضعن أطفالهن لم يكشف عن أي قيمة يمكن أن تقاس في حليبهن، اضافة الى 4 أطفال من بين 7 أطفال كان الوقت اللازم لتخثر الدم لديهم ضمن حدوده الطبيعية أو حتى أقل منه عند أمهاتهم . (12,11) ولهذا فان الوارفارين يعتبر من الأدوية مأمونة الاستخدام أثناء فترة الرضاعة الطبيعية . ويعزى عدم ظهور الوارفارين في حليب الأم الى صفاته الفيزيوكيميائية، فالوارفارين دواء ضعيف الحموضة ( ثابت التأين pka = 5.05 ) ويتأين في دم الأم بدرجة 99%، وله درجة ارتباط عالية ببروتينات البلازما ( حوالي 97% ) ، كل ذلك يحد ويمنع من مروره الى الحليب عبر الأغشية البيولوجية .
والكلام السابق ينطبق على الدايكومارول ( Dicoumarol ) فهو دواء حمضي ضعيف (Pka= 5.7 ) وله درجة ارتباط عالية بالبروتينات الموجودة في البلازما (95% ) ، وأن الدراسة التي أجريت على 125 أم مرضع أعطين الدايكومارول لم يلاحظ أي تغير على وقت تخثر الدم عند الأطفال، مما يشير الى أن ظهوره في حليب الأم لا يصل الى الطفل بكميات علاجية . (12,11)
الهيبارين :Heparin
الهيبارين هو الآخر من الأدوية المضادة لتخثر الدم الذي أعتبر مأموناً أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ذلك أن وزنه الجزيئي الكبير( MW 1700 ) لا يسمح له بالعبور الى الحليب عبر الحواجز الدهنية مما يمنع طرحه في حليب الثدي . (11,10,5)
الفيناينديون " Phenindione “
هناك دراسة واحدة فقط أشارت الى اصابة طفل رضيع بتجمع دموي (haematoma ) بعد اجراء عملية جراحية لترميم الفتق الصفني ( repair of scrotal hernia ) عندما كانت أمه تتعالج بالفيناينديون، وأن وقت تخثر دم الطفل زاد بمعدل 50%، ولكنه عاد الى طبيعته بعد وقف الرضاعة .(12,11) وبناء على هذه الدراسة أعتبر هذا الدواء غير مأمون الاستخدام اثناء فترة الرضاعة(5). الا أن الدواء الذي أثار شكوكاً حول استخدامه أثناء الرضاعة هو (ethylbiscoumacetate ) . ففي احدى الدراسات التي أجريت على 22 أم مرضع لم يكشف عن أي أثر سلبي للدواء على الأطفال . اضافة الى ذلك فقد تم أخذ 38 عينة من حليب الأمهات وتم الكشف عن وجود الدواء في 13 عينة من بين 38 عينة وأن أقصى تركيز سجل كان 6% من متوسط تركيزه في بلازما الأم . (11)
دراسات أخرى أكدت بأن الذي يطرح في الحليب هو مستقلب فعال غير محدد للدواء (ethylbiscoumacetate ) ، ولقد وجد أن حدوث مشاكل في النزيف (5 أطفال من بين 42 طفلاً ) مرده الى وجود هذا المستقلب الفعال .(11)
مما سبق نرى أن الغموض والشكوك حول هذا الدواء ما زالت قائمة، والأولى استخدام أدوية بديلة أكثر أماناً .
2- الجلايكوسايدات القلبية " Cardiac Glycosides "
لقد أجريت تجارب عديدة لقياس تراكيز الديجوكسين (Digoxin) في بلازما الطفل والأم بالاضافة الى قياسه في حليبها . ففي احدى الدراسات التي أجريت على 16 أم مرضع كان مستوى الديجوكسين في حليب الثدي يتراوح ما بين 59 الى 75% من تركيزه في بلازما الأم . في حين لم يكشف عنه في بلازما طفلين رضيعين لأمهات كن يتناولن 0.25 mg ديجوكسين، باستخدام الطرق الحساسة التي تقيس (0.1ng/ml ) من البلازما . الا أنه تم الكشف عن
الديجوكسين بكميات قليلة جداً في بلازما طفل لأم مرضع كانت تتناول الديجوكسين بجرعة ( 0.75mg ) يومياً ولمدة سبعة أيام . (11)
خلصت الدراسة الى أن الديجوكسين لا يصل بكميات علاجية الى بلازما الطفل، وذلك اعتمادً على فترة نصف العمر للدواء في الطفل، وكمية الحليب المستهلكة من قبل الطفل، الا أن التأثيرات المزمنة التي من الممكن أن يتعرض لها الطفل نتيجة أخذه للدواء عن طريق الحليب غير معروفة بعد .
الصيدلاني راتب الحنيطي
الحنيطي، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية
المفضلات