نقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن سكان فارين من بلدة جسر الشغور التي تقع في شمالي غربي سوريا أن عملاء سريين يرتدون أساور ملونة كعلامة مميزة لهم قادوا مذبحة في البلدة في وقت دخلت فيه دبابات الجيش السوري المنطقة المهجورة إلى حد كبير.
وأشارت الصحيفة إلى أن مئات آخرين من اللاجئين توافدوا على الحدود إلى تركيا وبذلك يصل المجموع إلى أكثر من ألفي شخص أجبروا على الفرار مع توقع مهمة انتقامية يقودها ماهر -الشقيق الأصغر للرئيس بشار الأسد- بعد مقتل 120 من الجنود الحكوميين والشرطة نهاية الأسبوع في البلدة.
وقالت إن جسر الشغور أصبحت فعليا أول بلدة تخرج عن سيطرة الحكومة منذ الانتفاضة التي انطلقت ضد الرئيس قبل 11 أسبوعا. لكن رواية سكانها تختلف كثيرا عن الدعاية الرسمية، حيث يؤكدون أنهم كانوا ضحايا عملية حكومية لسحق كل المعارضين مهما كانت التكلفة البشرية.
وبحسب رواية إمام مسجد من البلدة يتحدث من مستشفى في مدينة أنطاكية التركية فإن أول إشارة قلق ظهرت عندما اقتحم رجال يرتدون ملابس مدنية -يُشتبه في كونهم أفرادا من المخابرات السورية- مركز البلدة. وقال إن جميعهم كانوا يرتدون أساور معاصم ملونة ليكونوا معروفين لبعضهم.
أساور القمع
وأضاف الإمام -الذي أصيب بطلق ناري في فخذه- أن قوات الأمن قبضت عليه وقادته إلى مخفر شرطة حيث أوسعته ضربا على رأسه بمدفع رشاش وعذبته. وقال إنهم حاولوا إقناعه بالقول أمام كاميرا إن المتظاهرين كانوا يستخدمون أسلحة ومتفجرات.
ويُذكر أن منفذي الحكومة الذين يرتدون أساور كانوا سمة عامة في قمع المتظاهرين. ويُعتقد أنهم من المخابرات أو (الشبيحة)، وهي وحدة شبه حكومية من الموالين للنظام الحاكم تشكلت في التسعينيات لإدارة عمليات تهريب أفراد من عائلة الأسد.
وقال رجل الدين إنه عندما أحاط العملاء بالمنطقة انشق صف من المجندين النظاميين الذين رفضوا إطلاق النار على الجماهير وبينما كنا في الشوارع نردد شعارات الحرية بدأت المجموعتان تصدران أوامر ثم بدآ يطلقان النار على بعضهما.
وأضاف أنه أثناء هذه الفوضى ظهرت مروحيتان حربيتان وفتحتا النار بدون تمييز على المتظاهرين. ويصر نشطاء المعارضة على أن زعم الحكومة بمقتل 120 جنديا هو مبالغة وأن الخسائر كانت بسبب انقلاب قوات الأمن على بعضها البعض.
المصدر: ديلي تلغراف
المفضلات