تقرير: خالد فرح
ستة أعوام على وجه التقريب قضتها,بعثة الامم المتحدة فى السودان بصفتها مراقباَ سياسياَ وعسكرياَ لتفاصيل اتفاق سلام شامل معقد.
وبما ان عملية الاستفتاء بلغت (ساعة الصفر) تؤكد الامم المتحدة جاهزيتها لذلك بعد انضمام عشرات المنظمات الدولية لمراقبة الاستفتاء.
بعثة الامم المتحدة جاءت وفقاً لتفويض تم الاتفاق عليه فى مارس من العام 2005م ويختص بعمليات معقدة اهمها رصد تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والتحقيق في الانتهاكات والنزاعات المسلحة.
ولكن يجئ دور الامم المتحدة فى (الاستفتاء) استثنائيا وذلك بوصفها المراقب الاول لاتفاق السلام الشامل حيث نشطت البعثة من خلال قسم شؤون الاستفتاء والانتخابات برئاسة كاديما منذ انطلقت عملية تسجيل الناخبين والتوعية بأهمية الاستفتاء وابراز مخاطر العملية فى حال فشلها وتوضيح الرؤى السياسية التى تسهم فى الخروج من الازمة بسلام.
ويقول دنيس كاديما رئيس قسم الاستفتاء إن عملية الاستفتاء مفصلية وواجبنا الاضطلاع بالدور المناط به تحقيق الامن والاستقرار للشمال والجنوب على السواء وان يجئ الاستفتاء حراَ ونزيهاَ وشفافاَ، واضاف كاديما فى حديثه لـ (الراى العام) نحن نعلم جيداً بأن عملية الاستفتاء سلاح ذو حدين .نجاحها يعنى استقرار الامن فى الشمال والجنوب . وفشله يعنى انهيار الأمن ليس فى السودان فحسب وانما قد تمتد آثاره الى دول الجوار وهذا ماتجتهد الأمم المتحدة والمجتمع الدولى فى تجنيب المنطقة خطر ذلك,ولفت كاديما الى ان الأمم المتحدة كانت متخوفة فى بادئ الأمر من عوامل فشل الاستفتاء .وذلك باعتبار حساسية الشراكة بين طرفى الاتفاق وعقبة الأمن فى الجنوب من خلال النزاعات القبلية والمليشيات التى تمثل خطراً على الاستقرار.
ولكن يبدو أن تلك المخاوف قد زالت تماما بعد تفاهمات الشريكين حول قبول النتائج. ولم تواجه البعثة حتى الآن عقبات تذكر سواء من ناحية توصيل مواد الاقتراع او تحركات البعثة والمراقبين على الارض. الأمر الذى يجعل الامور تسير فى الاتجاه الصحيح.
ويختلف المراقبون والسياسيون فى السودان حول تقييم دور البعثة الذى لعبته فى العبور باتفاق السلام الشامل الى هذه المرحلة النهائية. حيث يتهم مسؤولون من الحكومة، الأمم المتحدة بعدم الحياد فى العديد من القضايا الخلافية,بين الشمال والجنوب خلال الاعوام الستة الماضية ..حيث يرون ان وجودها كمراقب دولى فقط دون أي تحرك أسهم فى تخفيض حدة التوتر بين الشريكين ويقول بروفيسور حسن حاج علي استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم ان الأمم المتحدة نجحت الى حد ما فى عملية مراقبة اتفاق السلام الشامل من خلال الدور الكبير الذى لعبته فى بند الترتيبات الامنية ومراقبتها العسكرية علاوة على الدعم الفنى واللوجستى الذى صاحب عمليتى الانتخابات والاستفتاء, ويضيف حسن لـ (الرأى العام) ان المجتمع الدولى وظيفته الاساسية الحفاظ على الامن والسلم الدوليين وان بعثته أسهمت كثيراً في ذلك.
اما الوضع الراهن الذى يشهده الجنوب. فيصفه ديفيد غريسلى مسؤول الامم المتحدة بجنوب السودان بأنه على مايرام . وكل شئ يبدو فى مكانه. ويرد على الذين يعتقدون بفشل الاستفتاء بأنهم على خطأ كبير, وقال فى تصريحات له امس ان الاستفتاء سينطلق اليوم وسط استعدادات مكتملة لاتنقصها الا عوامل اتمام العملية فقط.
وحول الاوضاع الانسانية التى من المتوقع أن تصاحب الاستفتاء فى جنوب السودان اكدت الامم المتحدة,جاهزيتها لاسوأ السيناريوهات وقالت انها جاهزة لسد اية فجوة غذائية قد تصاحب استفتاء الجنوب وقال مكتب الشؤون الانسانية بالامم المتحدة لـ (الرأى العام) نتحسب لاسوأ الاحتمالات بما فى ذلك الفوضى، وبينت بأن الوضع الغذائى لم يخرج عن طوعه فى كل الاحوال.
المفضلات