تقوم الجامعة بدور ريادي في المجتمع، يتخذ مسارين، الأول تزويد المجتمع بكوادر مؤهلة في تخصصات متعددة، و الثاني بناء قاعدة انطلاق لأي دور مهني أو اجتماعي في المجتمع. و هي تتخذ من الطالب محورا رئيسيا في أداء هذا الدور بمساريه ، و لتمكنه من الاستفادة من نمو شخصيته ، إرادة وقدرة ومهارة، تتجلى في السلوك بصورة متوازنة متكاملة، لخدمة المجتمع.
إن طلبة الجامعة من أهم دعاة التطوير و التغيير القائم على تكافؤ الفرص في المجتمع ،و ليتم الحراك الاجتماعي داخله على أساس العلم والخبرة ، و انسجاما مع هذه القناعة تحاول الجامعة الربط بين ما تدرسه الجامعة وبين ما يقدمه الطالب الجامعي لخدمة المجتمع، مثلما تحاول التأكد من أن العملية التعليمية فيها تؤدي إلى تكوين الإنسان الذي يمتلك طاقة الإبداع و الابتكار.
و لكي يلائم تخطيط التعليم الجامعي متطلبات المجتمع الفعلية، لا بد من أن يتماشي مع رؤية التحديث،و أن يقيم مدى مناسبة الخريجين لجميع الوظائف التي يعدون لها من أجل التطوير،و مقدرة الخريجين على الإسهام في حل المشكلات التي تعترض حياة المجتمع.
ولضمان أن يكون الخريجون كذلك فان الأمر يتطلب الاهتمام بمدى القابلية والاستعداد لدى الخريج لضمان نجاحه في الحياة، و هذا بدوره يتطلب التوجيه التربوي والمهني للخريجين، و وفقا لتخطيط تربوي سليم.
يقابل حاجات الفرد و يلبي طلب المجتمع، فيحكم على مقدرة الطالب على التعلم، و يحكم على مقدرة الخريج على حل مشكلات المجتمع بأفراده و جماعاته، إن التخطيط على هذا النحو يكسب الخريجين صفات متميزة مثل: العقلية المتفتحة،الولاء للتخصص ،الالتزام بأداء الواجبات ،المحافظة على الحقوق الخاصة به، السعي لاكتساب الرزق، السعي لاكتساب الثقافة،البحث لاكتشاف المستقبل،و تجاوز الماضي.
أما العمل الاجتماعي في الجامعة، فيحاول دعم العملية التعليمية من خلال ترسيخ المثل العليا التي يجلها المجتمع ، ويسعى لكي تطبق بصورة واقعية عملية،لذلك يبدأ بتنمية الاستعداد لمواجهة الحياة بايجابية، هذا الاستعداد الذي يمثل قدرة الفرد على تعلم عمل ما، ويكتسب معرفة أو مهارة فيه، والمساعدة في إعادة البناء المعرفي للطالب بما يضمن اتفاقه مع الأهداف المجتمعية،بتعزيز الشعور بالانتماء الوطني،والمساعدة في صقل شخصية الطالب الجامعي، بما تنقله اليه من قيم اجتماعية وإنسانية تكسبه القدرة على التحليل الواقعي لمجتمع يعيش في جملة من التناقضات والتحديات الداخلية،المتمثلة بمحاربة الجهل و ألاميه والتخلف بأنواعه المختلفة، والخارجية،المتمثلة بمحاربة الغزو الثقافي.
إن الإنسان المتعلم لا بد أن يدرك أن التعليم ليس مسألة توظيف ودخل مضمون، بل إثراء فكري للمواطن الصالح،القادر على المساهمة في مجالات الحياة ،الذي أتمت الجامعة صقل شخصيته و أخرجته من حالة الاغتراب الثقافي ، ورسخت فيه الانتماء، ودربته على سلامة التفكير، ومكنته من استطلاع آراء الناس والأخذ بها كمدخل من مداخل التنمية و التحديث و التغيير.
إن العمل الاجتماعي في الجامعات يعود طلبتها على المسارعة إلى مساعدة الذين لا يستطيعون التغلب على المشكلات التي تواجههم، في إطار العمل التطوعي الذي يحول طاقاتهم إلى إبداع مفيد للناس، تتجلى فيه الأعمال التي تحتاج إلى الإيثار والغيرية والإحساس بالمسؤولية، فنتيجة للمشاركة العقلية والوجدانية، نجد أن الفرصة مهيأة للوحدة المحلية والإقليمية، وتنمية الإحساس بالمسؤولية.
إن الجامعة تخدم المجتمع في كل خطوة تخطوها مع طلبتها سواء داخل قاعات المحاضرات أو خارجها،فمن خلال الثقافة الوطنية التي تبثها توضح في أذهان الشباب مفاهيم الأمة والوطن و الشعب والتاريخ والتراث.وتحول المجتمع النمطي التقليدي إلى مجتمع يحتكم إلى العلم و المنطق،و تنقل المجتمع من الفردية و المزاج الشخصي والانفعال العاطفي إلى سيادة القانون و تطبيق المبادئ.
وتطرح الجامعة الخلاقة الأفكار الخلاقة حول صورة التغيير نحو الأفضل و خطوات الإصلاح بالنفس و الإدارة و التنمية وحقوق الإنسان و حق تقرير المصير للشعوب المستضعفة و الإنصاف للفئات المهمشة داخل المجتمع و كل مجتمع إنساني.
رد مع اقتباس
المفضلات