كانت ليلة باردة وكنت وحيداً أشعر بألم الوحدة
وأشعر بالغربة وشيء من الكآبة
كنت أحتاج الى دفء المشاعر الصادقة
واليد الحانية لتذهب مابي
وترد لي بعض صوابي
فرأيتها من بعيد
رأيت حولها هالة من النور
فاقتربت منها حتى رأيتها
فوجدتها جميلة وفاتنة
بل فائقة الجمال والرقة
فاقتربت منها وسألتها
هل لي ان أجلس أليك
فقالت مرحباً بك
ففرحت فرحاً شديداً
فسألتني وقالت لي مالذي تريده مني
قلت لها اريد ان اتحدث معك فهل تسمحين لي بذلك ؟؟
وأتمتع بكل هذا الجمال والروعة
فقالت بكل سرور ما دمت ترعى الحقوق وتراعي الاداب
فوعدتها بذلك بل وأقسمت لها
فقالت اقترب واسأل عن مابدا لك
فماذا وجدت زيادة على الجمال
وجدتها متعددة المواهب لها في كل فن ومجال
في الطب والأدب والشعر والغذاء
بل وحتى التسلية والفكاهة
وأكثر من ذلك
فقلت لها حدثيني عن الوحدة والغربة
فكلمتني كثيراً وحكت لي حكايات كثيره عنها
وقالت إن اصعب مواقف الوحدة
ان تحس بها مع نفسك
وأشد الغربة ان تكون غريباً مع نفسك
فأنس بنفسك تطرد الغربة عنك وإن كنت وحدك
سألتها عن الألم
فأطلعتني على الكثير من القصص والحالات
قصص الذين يتألمون في ابدانهم
وتتألم نفوسهم وأرواحهم
أناس اصابهم المرض
او أصاب أحبابهم
وأطلعتني على قصص ومآسي كثيرة
وتجارب مؤلمة وحزينة
من يتألم لألمه
ومن يتألم لألم طفله
قلت لها بالله لقد آلمت قلبي
وأدمعت عيني
فقالت انت من سألني
قلت حدثيني عن الأمل إذاً بدلاً عن الألم
فحكت لي قصصاً رائعة وجميلة
لأناس تجاوزوا آلامهم وحولوها الى أمل وطموح
وآباء وأمهات بذلوا وضحوا من أجل ابنائهم وبناتهم
صموا آذانهم عن كل مخذل
واشاحوا أبصارهم عن كل من لايثق بعملهم
واصلوا المسير في كل الطرق ليصلوا بأبنائهم وبناتهم
الى اعلى مكان وأرفع مقام
كسروا كل الحواجز التي وضعت في طرقهم
وتجاوزوا كل العقبات التي اعترضتهم
واتحدوا في سبيل ذلك ليبلغوا هدفهم
قلت لها بعد هذه الأحاديث السارة عن الأمل
حدثيني عن الأسرة والتربية
فقالت لقد سألت خبير
وحدثتني أحاديث جميلة ورائعة في ذلك
في ما يتعلق بأمور الزوج والزوجة
أو أمور الأبناء والبنات
وآداب التربية وحقوق الأسرة
وحقوق الزوجين على بعضهما
وحقوق الاباء على الأبناء
والأبناء على الاباء
فوجدت في احاديثها العجب
من كثرتها وتنوعها
قلت إذاً حدثيني احاديث عن الطب
فقالت ابشر بما يسرك
واحاديثي في الطب ليست كلها معلومات طبية بحته
بل هي دراسات وأبحاث وتجارب متنوعة ومتعددة
وفي مجالات شتى وحالات كثيرة
فتعجبت أشد العجب من كثرة المعلومات لديها
وتنوع المصادر التي تشير اليها
فقلت حان الآن دور الأشعار
فقالت تخير منها ماتريد
هل اشعار الحكمة
ام فكاهة القصيد
فسرني ما سمعت من أشعارها
ومن عذب إنشادها
قصائد رائعة مليئة بالحكمة والبلاغة
وقصائد فيها الكثير من الصور الرائعة
والمعاني السامية والراقية
فتمعت كثيراً بالسمر معها
وارتحت كثيراً بما وجدت لديها
وقد عرفت ذلك في وجهي
فقالت لي اتريد ان اعود لك بعد هذا
فقلت لها من قال لك اني سأتركك تذهبين أصلاً
لن ادعك تفارقيني بعد هذا
ولن افارقك ابداً وسنبقى معاً بإذن الله
فقالت ليس لدي مانع ابداً
وأعدك ان اكون كما وجدتني بل وأكثر
لابد أنكم عرفتموها ؟؟؟
المفضلات