بسم الله الرحمن الرحيم
ملكـ المكارم
يستدل على الوصف بالموصوف احيانا ، فالكلمات تبقى عاجزة امام طيب الافعال ، التي يشكل تراكمها ملامح سير اصحابها ، ومن مخاضاتها تخرج نماذج تحتذى ، وتحاك من ايحاءاتها القصص.
في هذه الحالات تتحول اللغة الى وعاء لصالح الاعمال ، ومعادن الرجال ، ومقاماتهم العالية.
ومن هذه الآنية ترتوي الاجيال ، ويورق عمل الخير ، ليصير اشجارا وارفة ، يقصدها الباحثون عن ظلال تقيهم القيظ.
حين يكون الموصوف مكارم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه التي لا تعرف حدا ، ولا تعترضها عقبة ، لتعم بقاع الارض ، وتشمل كل بني البشر ، دون تمييز بين جنس ولون ، يحتار المرء بالوعاء اللغوي الذي تستحقه.
ففي سيرة جلالته تحولت المكارم الى مؤسسة ، تنبض بهمة القائد الانسان ، الذي يرى في العمل من اجل الاخرين تعبيرا عن انسانيته ، وسبيلا لارضاء الخالق عز وجل.
فقد سبقت قوافل الخير الهاشمية الشهر الفضيل الى محافظات المملكة ليعم فضل صاحب الفضل على اصحاب الحاجة في اقاصي المدن والقرى والبوادي والمخيمات.
وتبعت القوافل الرحلة الايمانية التي قام بها جلالته في مطلع شهر العبادة الى بيت الله الحرام حيث تسير الاقدام على خطى السلف الصالح ، وترتقي النفس الى ذروة صفائها لتنشد رضا خالقها.
فالعبادة والعمل لا ينفصلان في النهج الذي اختطه الهاشميون منذ بدء الدعوة الى الدين الحق واخلص له جلالته.
ولحرص جلالة الملك على التواصل مع اخوانه الملوك والرؤساء والقادة في شهر الفضيلة ودوره في تنقية الاجواء من الشوائب التي تعيق ما فيه خير الامتين العربية والاسلامية.
فالقرار الصائب كالنبتة الطيبة ، يحتاج الى التربة الخصبة ، والمناخات الملائمة ، لينمو وينتفع به الناس.
وشأنها شأن مكارم لا تعد ولا تحصى ، في مكرمة السماح لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بدخول البلاد لتقبل العزاء بوالده مثلا اخر على تجاوز البعد الانساني للاعتبارات السياسية.
في الشهر العامر بالمكارم نرفع لجلالته اسمى آيات التهنئة بالشهر الفضيل ، داعين الله عز وجل ان يوفقه لكل ما فيه خير الاردن والامتين العربية والاسلامية ، والارتقاء بانسانية الانسان ، ويعينه على تجسيد القدوة الحسنة في البذل والعطاء.
• بقلم فيصل الحمود المالك الصباح
• سفير دولة الكويت لدى الاردن
المفضلات