حظيت القمة التي عقدها جلالة الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض يوم امس باهتمام سياسي ودبلوماسي واعلامي إن لجهة التوقيت الذي عقدت فيه هذه القمة أم لجهة جدول الاعمال المكثف والشامل الذي سارت عليه المباحثات والتي عكست في جملة ما عكسته عمق وتميز العلاقات الاخوية التي تجمع الزعيمين الكبيرين وأيضاً التي تجمع عمان والرياض وتشكل نموذجاً يحتذى في المشهد العربي الذي بات في أمسّ الحاجة الى نموذج كهذا وصولاً الى تعزيز التضامن العربي والعمل العربي المشترك وبما يضن اتخاذ مواقف عربية موحدة في التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه امتنا وشعوبها.
من هنا وفي اطار هذه العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط بلدينا وشعبينا جاءت مباحثات جلالته وخادم الحرمين الشريفين لتضيء على حجم الحرص الذي يبديه الزعيمان لتعزيز مسيرة التعاون الثنائي وتمتين العلاقات الاخوية بما ينعكس ايجابا على المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين وبما يفتح المزيد من الآفاق أمامها للارتقاء بها الى مستويات أعلى افقيا وعاموديا, رغم الارتياح الذي ابداه جلالته وخادم الحرمين ازاء المستوى المتميز الذي وصلت اليه هذه العلاقات.
ولئن اعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن شكره وتقديره لوقوف المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين على الدوام الى جانب الاردن والمساعدات التي تقدمها الشقيقة الكبرى لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها وتعزيز استقراره الاقتصادي ومساعدته على تنفيذ البرامج التنموية في مختلف القطاعات الحيوية, فإنما لإعادة التأكيد على جملة من الحقائق يقف في مقدمتها معنى التضامن الاخوي الذي تنهض به الرياض تجاه عمان والتقدير الذي يحظى به جلالة الملك شخصيا والاردن وشعبه من قبل خادم الحرمين الشريفين وبما يمكّنه من تنفيذ رزمة البرامج الاصلاحية والتنموية الشاملة التي رأت فيها القيادة السعودية الحكيمة عن حق قناعة راسخة بالمصير المشترك والايمان بكل ما يصب في صالح الاردن قيادة وشعبا بما هو مصلحة سعودية أيضاً تستوجب دعماً من قبل المملكة الشقيقة.
المشهد الاقليمي بملفاته وازماته واحداثه كان حاضرا على طاولة المباحثات الاردنية السعودية وكانت المواقف متطابقة كما هي دائماً سواء في ما يتصل بعملية السلام في المنطقة وتواصل دعم عمان والرياض لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في انهاء الاحتلال واقامة دولته الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية وبما يعالج مختلف قضايا الوضع النهائي ام في ما يتعلق بتطورات الاوضاع في سوريا حيث أعاد الزعيمان التأكيد على ضرورة ايجاد مخرج للازمة التي تعصف بهذا البلد في اطار الاجماع العربي, والرفض الاردني السعودي لاتجاه مسير الاحداث هناك وشجب عمان والرياض لأعمال العنف الذي يدفع ثمنها الشعب السوري الشقيق.
قصارى القول ان القمة الاردنية السعودية والمواقف الواضحة والصريحة التي تمخضت عنها وبما يصب في صالح العلاقات المتميزة والعميقة بين البلدين والشعبين والانحياز المطلق لقضايا الأمة العربية العادلة يؤكد على أهمية وحيوية ومحورية الدور الذي تنهض به كل من عمان والرياض وبما تتمتع به قيادة البلدين من احترام ومصداقية في العالم أجمع.
المفضلات