كتبت – سهير بشناق - اظهرت احصائيات وزارة التنمية الاجتماعية الاخيرة المتعلقة بنسب العنف ضد المرأة بان العنف الجسدي ضد النساء العازبات شكلت النسبة الاكبر على خلاف ما هو متعارف عليه بان النساء المتزوجات اكثر عرضة للعنف من العازبات .
فقد بينت الاحصائيات الصادرة من دار الوفاق الاسري المعني باستقبال حالات العنف ضد النساء باختلاف اشكاله بان عدد العازبات اللواتي تعرضن للعنف من قبل اسرهن بلغ 346 امراة حيث جاء العنف الجسدي بالمرتبة الاولى بواقع 258 امراة يليه المعنفات عنفا نفسيا بواقع 65 حالة خلال عام 2011 .
واعتبرت مصادر مختصة بوزارة التنمية الاجتماعية ان قضية العنف الموجه ضد العازبات لم يكن متواجدا خلال السنوات الماضية منذ تاسيس دار الوفاق الاسري في عام 2006 وكان مقتصرا على النساء المتزوجات فقط .
وتعكس احصائيات دار الوفاق الاسري المتعلقة بالعنف واقعاً مجتمعياً جديداً يؤكد ان العنف في ازدياد خاصة فيما يتعلق باشكاله التي لم تعد مقتصرة على النساء المتزوجات بل شملت الفتيات العازبات والفتيات اليافعات اللواتي يتغيبن عن اسرهن والذي صنف بانه عنف يقف وراء خروج الفتاة من منزل اسرتها .
وترى المصادر المختصة بالعنف الاسري في وزارة التنمية الاجتماعية بان قضية تغيب الفتيات عن منازل اسرهن هي قضية مجتمعية جديدة تضاف الى اشكال العنف المختلفة بدءا من العنف الجسدي والنفسي والجنسي .
واشارت المصادر الى ان هناك 48 فتاة تغيبت عن اسرهن في عام 2011 استفدن من خدمات دار الوفاق الاسري الذي لم يعد تقتصر خدماته الرعائية والمؤسسية على النساء المتزوجات فقط بل عمل خلال السنوات القليلة الماضية على توسيع منهجية عمله لتشمل جميع النساء والفتيات المتعرضات للعنف بما فيه قضية تغيبهن عن اسرهن .
الناطق الاعلامي لدى وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط اشار الى ان دار الوفاق الاسري تعمل على رعاية النساء المعنفات وحل الخلافات الاسرية المسببة للعنف اضافة الى توفير الرعاية النفسية والتاهيلية للنساء المعنفات داخل الدار .
واضاف الرطرورط ان عدد النساء اللواتي خرجن من دار الوفاق الاسري واستطعن العودة لاسرهن بلغ 371 امراة مقابل 390 امراة استقبلتها الدار في عام 2011 مؤكدا على ان هذه الاحصائية تعكس حرص القائمين على الدار ووزارة التنمية الاجتماعية باعادة الروابط الاسرية الى مسارها الطبيعي وعدم ابقاء النساء المعنفات بالدار لمدة طويلة الا بحالات معينة واستثنائية ترتبط بمدى استجابة المعنف مع رغبته بتغيير سلوكه وحرصه على الحفاظ على الكيان الاسري بعيدا عن الخلافات والتفكك .
واعتبر الرطرورط ان اسباب تغيب الفتيات عن منازلهن عديدة تبدا من تعرضهن للعنف مرة بتعرضهن للعنف الجسدي او الجنسي وانتهاء بالتفكك الاسري وغياب الام يحل مكانها زوجة الاب التي ترفض الفتيات بسن معين تقبل وجودها بالاسرة .
والملفت للأنتباه في احصائيات العنف المتعلقة بدار الوفاق الاسري الى جانب قضية تغيب الفتيات هو شمول العنف النفسي الذي تتعرض له المراة او الفتاة داخل اسرتها فهناك 65 امرأة وصلن للدار بسبب العنف النفسي الذي وصفه اخصائيون اجتماعيون بانه عنف جديد لم يكن سببا في خروج الفتاة او المرأة من منزلها .
واشاروا الى ان وعي المرأة بالعنف الاسري واشكاله التي لم تعد مقتصرة على العنف الجسدي فقط بل شمل العنف النفسي الذي اصبح دافعا لكثير من النساء لخروجهن من منازلهن والبحث عن الحلول التي يمكنها ان تسهم في ايقاف ما يتعرضن اليه .
واكدوا على ان دار الوفاق الاسري التي عملت على شمول الفتيات والنساء المعنفات بالعنف النفسي والتغيب عن المنازل بخدماتها شجع نساء عدة للجوء الى الدار هربا من اشكال العنف غير التقليدية المتعارف عليها بالمجتمع .
وفي الوقت الذي اصبح هناك وعيا مجتمعيا بالعنف خاصة لدى النساء وبطبيعة الخدمات التي تقدم لهن الا ان قضية خروج الفتاة من منزل اسرتها وهي في عمر صغير واصرار المراة على ترك اسرتها بسبب تعرضها للعنف النفسي يطرح اسئلة عديدة حول ازدواجية الوعي بحقوق المراة وتجاوزها مسؤولياتها بالحفاظ على كيان الاسرة وعلى حياتها في حال خروجها بعمر 14 عاما من منزل والدها لاسباب اختلاف في وجهات النظر او عدم تلبية مطالبها من قبل والدها او شقيقها .
فالمراة مطالبة باعادة النظر بمفهوم العنف الحقيقي الذي يستدعي لجوئها الى مراكز متخصصة برعايتها وتوفير الحماية لها بدلا من استخدام العنف كوسيلة لهدم كيان الاسرة وتشتيت الاطفال او تعريض حياة الفتاة الى مخاطر كبيرة نتيجة خروجها من منزل اسرتها .
المفضلات