*** لماذا.. ولماذا.. ولماذا .... ؟ !!! ***
إذا فشلت العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فلماذا يكون الأردن في خطر؟؟.
قد يتأثر الأردن بسبب الفشل، كما تتأثر مصر، وسورية، والسعودية، ولبنان، ولكن لماذا الأردن بالذات؟؟.
هذه العقلية تمتد أكثر، فإذا احتل مقاتلو حماس قطاع غزة، فهناك من يطرح التساؤل ذاته: لماذا لا تكون لنا علاقات مع حماس؟؟.
لماذا لا تتوازن علاقاتنا مع الفصائل الفلسطينية كافة؟؟.
لكن الحريصين يعرفون أن قيادة حماس كانت في عمان، وأن محاولة اغتيال مشعل كادت تؤدي بكل معاهدة السلام لو لم يتراجع نتنياهو، ولو لم يتم القبض على موظفي الموساد. ومع ذلك، فإن قيادة حماس كانت ترضع فوق اللجام، وكان لها تصرفات تمس أمن الأردن.. مخازن أسلحة، ومعلومات عن مواقع حدودية وعن قيادات عسكرية. فقالت لهم الحكومة أمامكم طريقان:
1- أن تكونوا أردنيين تلتزمون بما يلتزم به المواطنون الأردنيون. أو
2- تكونوا فلسطينيين مناضلين تمارسون المقاومة، وفي هذه الحالة تعرفون أن عليكم احترام البلد وقيادتها ومصالحها.
لمصر سياستها ولنا سياستنا، وقد اخترنا الشرعية الفلسطينية. وحين شكلت حماس حكومتها اعتبرناها حكومة شرعية ولكن على الحكومات احترام أمن بعضها. فهناك أسلحة مخزنة لم تكتشف وقبل أن يصل وزير الخارجية أو رئيس الوزراء على الأمن الحماسي أن يكشف هذه المخابئ!!.
.. ثم لماذا إذا احتل حزب الله بيروت الغربية أو احتل الشوف.. فلماذا يكون الأردن في خطر؟؟
ألأننا نتعامل مع حكومة السنيورة التي كان حزب الله مؤتلفاً معها؟؟
ثم لماذا علينا ان نؤيد أي فريق يخرج على الشرعية اللبنانية؟!
وإذا كان هناك ما يجب تغييره في التركيبة السياسية اللبنانية فلماذا لا يكون هذا التغيير مسؤولية الشعب اللبناني؟؟
ثم وقبل كل شيء وبعد كل شيء لماذا على الأردن ان يحارب معارك الآخرين؟؟.
أما إذا كان هناك من يعتقد أن الولايات المتحدة وإيران سيجدان قواسم مشتركة لصراعاتهما، فلماذا علينا ان نقبل أي تسوية تتم على حساب العراق وشعبه؟؟
لماذا يجب أن يبقى الأميركيون في العراق، وتأخذ إيران حصتها من السياسة الأميركية في العراق أو على مستوى المفاعل النووي؟؟.
علينا ان نحدد إذا كان الأردن بلدنا أولاً أو أنه ساحة مفتوحة لكل من يشتري ويبيع في المنطقة!!.
وأن نحدد مصالح بلدنا ومصيره وعلاقاته بفلسطين و''عرب الاعتدال'' و''عرب الممانعة'' وعرب السنة وعرب الشيعة، وإيران والولايات المتحدة فهناك لاعبون أو وكلاء لاعبين. وقد اختار الأردن منذ البداية أن يكون لعبه ضمن ارادته الوطنية ومصالح شعبه ومصيره!!.
المصدر
جريدة الرأي الأردنية
طارق مصاروة
المفضلات