بسم الله الرحمن الرحيم
موقف بكى فيه هارون الرشيد ...
قال الأصمعي : صنع الرشيد طعاما وزخرف مجلسه وأحضر أبا العتاهية وقال له :
صف لنا ما نحن فيه من نعيم في هذه الدنيا ..
فقال أبو العتاهية :
عش ما بدا لك سالما ** في ظل شاهقة القصور
فقال الرشيد : أحسنت ثم ماذا ؟ فقال :
يسعى عليك بما اشتهيت ** لدى الرواح أو البكور
فقال أحسنت ثم ماذا ؟ فقال :
فإذا النفوس تقعقعت ** في ظل حشرجة الصدور
فهناك تعلم ، موقنا ** ما كنت إلا في غرور
فبكى الرشيد يرحمه الله
فقال الفضل بن يحيى البرمكي : بعث إليك أمير المؤمنين لتسره فأحزنته .
فقال الرشيد : دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا منه ....
كثير منا يعيش حياته وهو في صراع وجهاد مع نفسه وكثير منهم تنتصر عليه نفسه بأهوائها ورغباتها ..
وقليل منهم ينتصر على نفسه بعد جهد ونصب ،
والأقل منهم من يتجاوز تلك المرحلة وهمته لا تقف عند ذلك الحد فيجاهد لنصرة الحق
وإبرازه ويسعى إلى تغيير من حوله إلى الأفضل ...
فأين نضع أنفسنا من كل ذلك ؟
هل رضينا بذلك وتوقفنا عنده ؟ أم أن همتنا لا زالت تدفعنا فترفعنا لنرتقي بأنفسنا ..
تذكرة وهمسة للنفس من النفس ...
المفضلات