**غزة والعابرون
.
***كيف تحتملين هذا يا أمّ وحيد في غزة
أعطيته كلّ شيء ..حتى صار شجرة
وفي يوم عاصف تقصفه الريح الملعونة
وأنت تحوّطين الكفن …وتصرخين
...كي لا يأخذه الموت ..منك الى القبر
.
ما أكثر الشهداء والأمهات االباكيات والزغاريد في غزة
.
….وطفلٌ يموت صغيراً…
تحت أطنان من الأحجار ……يفدي الحق
ويزغردون له …
..وهو يبحث في طريقه الى القبر
عن الكعك و الحليب …..
.
..هُم في غزّة كالخيال
لا تصدّق ما يعملون من روائع …
فإذا نظرت َ اسفلهم ….ترانا
نحن المطبّعين
فتقيء لنذالة وجوهنا …..
وهُم ….كالأقمار
لأنّ غزّة كلّها
شهداء قادمون …..في الطريق
.
...ما زلت أراكم عابرين ...أيّها الي ه و د
ليس كما يراكم العرَب,,المطبّعون !!
رغم انكم جئتم منذ زمن بعيد
ولا ادري لماذا ..إلى الآن لا أصدّق
أنّكم جسم
بل ربما خيالٌ لأفكار
كتبوها عنكم
وفتاة صغيرة ولدتْ اليوم في القدس
تفتح عينيها مندهشة
حين تراكم …....
.
لا تبنوا بيوتاً ولا تمشوا
في شوارعنا
هل يمشي أحد في شارع مئة عام
فأنتم تمشون فقط ..في تيه آخر
منذ جئتم ….لم تسكنوا يوما
ظل شجرة
لأننا نطردكم دائما من عيوننا ...
فكيف تسكنون !!
....
لا تعيشون أنتم يوماً في عروبةٍ
تفهم الضدين : العار والمروءة
.
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي
المفضلات