"الإخوان" لا يثقون بخطوات النزاهة.. "الصقور" غير معنيون بالانتخابات و"الحمائم" يقودون تيار المقاطعة
"حماس" تفضل تواجد المشايخ في البرلمان القادم ومبعوث لمكتب الإرشاد المصري فشل في إقناعهم بتعديل موقفهم
تضاءل التفاؤل بامكانية التوصل في الأردن لتفاهم مع الاسلاميين على العودة للمشاركة في الانتخابات وانهاء برنامج مقاطعتها المعلن حتى قبل ساعات من حوار مفترض بين رئيس الوزراء سمير الرفاعي ونخبة من قادة حزب الاخوان المسلمين المعارض.
وترددت ابناء في عمان عن تجاهل الجناح المعتدل في جبهة العمل الاسلامي "توصية" سياسية غير ملزمة من مكتب الارشاد الاخواني الدولي بالمشاركة في الانتخابات مع توصية مماثلة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وسط حالة تخندق واضحة ضد المشاركة في الانتخابات يقودها هذه المرة رموز التيار المعتدل مثل عبد اللطيف عربيات والدكتور ارحيل الغرايبة.
ويقول قادة الاعتدال انهم تفاهموا على المشاركة في انتخابات 2007 مع السلطات لكن حصلت رغم ذلك عمليات تزوير واسعة انتهت باسقاط قادة الاعتدال انفسهم عبر الصناديق ومنهم الغرايبة والعربيات.
واعتبرت الحكومة في تصريح للناطق باسم الانتخابات سميح المعايطة بان توقيع قيادات بارزة في التيار الاسلامي على بيان صدر الخميس يكرس مقاطعة الانتخابات لا يضيف رسالة جديدة على المشهد الحالي.
وقال المعايطة بأن استباق حوار السبت مع الحكومة بمشاركة تيارات سياسية اخرى بالتوقيع على بيان الخميس لا يغير من الوقائع شيئا بالنسبة للحكومة.
وقال: هذا التطور لا يغير من النوايا بالنسبة لنا شيئا ولا ينطوي على رسالة جديدة واضاف المعايطة: الحكومة تذهب للحوار السبت بنوايا طيبة جدا ولدينا رغبة في الاستماع ونحن مستعدون لمناقشة كل الملفات.
ولم تعرف بعد اجندة حوار السبت بصورة مفصلة لكن المعايطة وهو قيادي سابق في جبهة العمل الاسلامي تأمل بأن يأتي وفد الحزب الاخواني لمقر الرئاسة مع رغبة في تفاعل ايجابي للتحاور بعيدا عن تبليغ الحكومة مواقف سياسية معروفة للاسلاميين.
وتتوقع حكومة الرفاعي بصفة اساسية ان يتم التركيز في حوار السبت على الجزئية المتعلقة بمقاطعة الانتخابات على امل الاستجابة لضغوط القصر الملكي التي تفضل ان يشارك الاسلاميون في الانتخابات.
ويؤكد المعايطة هنا وهو المستشار السياسي للرفاعي ايضا بأن الفرصة قد تكون سانحة للتحدث معا بمسألة الانتخابات وتفاصيل النزاهة ملمحا لان الانتقال للتحاور حول الملفات الكبيرة والشائكة مثل التطبيع والسلام وقانون الانتخاب امر لا تمانعه الحكومة لكنه قد لا يكون منتجا.
وفي وقت سابق اعترف القيادي البارز في الحركة الاسلامية واحد ابرز اقطابها ومؤسسيها الدكتور عبد اللطيف عربيات بانه مع آخرين القوة الفاعلة داخل التيار لتكريس المقاطعة.
وقال العربيات لشخصيات سياسية بعد مشاركته الاربعاء في استقبال الملك عبدلله الثاني في مدينة السلط انه عارض الجميع في الحركة عام 2007 وجازف بخوض الانتخابات وانتهى الامر بالتزوير ضده شخصيا مقترحا بان الضمانات المقدمة حتى الان لا تكفي لاقناعه بالعدول عن الموقف.
ورغم ان اوساط اعلامية في مدينة السلط تحدثت عن مكالمة جانبية فيها مجاملة واضحة بين الملك شخصيا وعربيات الا ان اسم الاخير ورد على البيان القوي الذي يعارض المشاركة في الانتخابات والصادر الخميس في رسالة سياسية تلفت النظر لان الحركة الاسلامية لا تثق حتى الآن بخطوات النزاهة التي اعلنتها الحكومة.
ولا يتحمس الجناح الصقوري في الاخوان المسلمين كثيرا للانتخابات ولا يجد نفسه معنيا بقيادة جهود المقاطعة تاركا الامر "للمخذولين" من رموز الحمائم الذين يقودون عمليا تيار المقاطعة بسبب الخسارة الفادحة التي تعرضوا لها عام 2007 .
وتجاهل الطرفان في الوقت نفسه - اي الحمائم والصقور - توصية من مكتب الارشاد في القاهرة تميل للمشاركة في الانتخابات حيث استقبلت الحركة الاردنية مبعوثا مصريا تحدث بالامر مؤخرا فيما تم ايضا تجاهل "رغبة" المكتب السياسي لحركة حماس التي تفضل التواجد في برلمان 2010.
المفضلات