انتظــــــــــــــــــــــار
طال الانتظار... وهي لمّا تأتِ بعد
تعوّدت أن أنتظرها في هذا المكان وفي هذا الوقت ...
سنين طويلة مضت وأنا لازلت أنتظرها في نفس المكان
ولم تكن لتتأخر .. إلا ما ندر..
وهذه المرة من المرات النادرة التي تتأخر فيها...
كم هو غريب هذا اليوم ...
فقد تأخرت كثيرا ...
أخذت أمشي على الرصيف جيئة وذهابا...
وأنا أفكر ما السبب يا ترى؟ لماذا كل هذا التأخير؟
ونظرت حولي فوجدت الناس قد تجمّعوا من حولي
وكأني بهم قد تركوا جميع الطرقات فارغة وأتوا إلى هذا المكان ....
انتابني قلق شديد ...
وزاد عن حدّه..
وكأنني أنتظرها للمرة الأولى في حياتي ...
ونظرت لساعتي فوجدت الساعة قد قاربت على الخامسة مساءً..
أي أنني انتظرتها ساعة كاملة وربما أكثر بقليل ...
ياااااااااااااه
لقد بدأ النهار بالرحيل ...
وأخذ الظلام يسدل ستائره برحلة التخييم الأزلية...
وها هو الغسق يقتحم ضجيج النهار ويرتسم في الأفق ...
ويندس سهمه الناري في كبد المساء...
كل هذا وأنا في الانتظار
وفجأة سمعت البعض يهتف: لقد أتت!
واندفع الناس باتجاهها ...
فمعظمهم يعرفها حق المعرفة مثلي..
ونظرت من مكاني ... نعم لقد أتت....
لكن؟ لا ...
هذه ليست هي ! فهي أطول قليلا وأكبر ....
لمَ تأتي هذه بدلا منها؟
ربما تكن قد تعطلت وأرسلوا هذه الحافلة بدلا منها....
لا أدري السبب حقاً..
واندفعت باتجاهها مع من اندفعوا لأجد لي مكانا في الحافلة قبل أن تمتلئ...
فما أصعب أن تجد لك مكانا في حافلة
وخصوصا على دوار المدينة الرياضية
بسام سعيد
المفضلات