خبراء: مياهنا ومزروعاتنا في خطر!
شخصوا واقع الأردن الزراعي والمائي عبر برنامج "شهود عيان" في إذاعة "الحقيقة الدولية"
خبراء: مياهنا ومزروعاتنا في خطر!
■ المومني: الأمطار التي هطلت مؤخرا تحمل تباشير خير
■ الطراونة: تركيز وزارة الزراعة على تزويد وادي الأردن بالمياه لضمان نمو الأشجار والمحاصيل العلفية والخضار
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ زياد الغويري - حذر خبراء ومختصون من خطورة الوضع المائي والزراعي في المملكة في ظل الانحباس المطري ووجود نقص حاد في كمية التخزين في السدود لأكثر من ثلاثين مليون متر مكعب.
ولفت المختصون إلى انه تم إعلان حالة الطوارئ في المملكة وان حزمة من الإجراءات الوقائية اتخذت للحيلولة دون التأثير سلبا على استخدامات مياه الشرب والزراعة.
وقالوا لبرنامج "شهود عيان" الذي بثته إذاعة "الحقيقة الدولية" عبر شبكة الانترنت نهاية الأسبوع الماضي إن الواقع الزراعي يواجه تحديات كبيرة في ظل تراجع كميات هطول الأمطار مقارنة مع الأعوام الماضية الأمر الذي اعتبره مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران يتطلب الإعلان الفوري عن حالة الجفاف وتقديم الدعم المالي للقطاع الزراعي.
وبين العوران أن الجهة الحكومية المتعلقة بإدارة المياه لا تعمل بالشكل الصحيح أو المطلوب وإنما تعمل وفق سياسة إدارة الأزمات الأمر الذي يبقي القطاع الزراعي رهينة بيد الجهة التي تنفذ السياسة المائية.
وبين العوران أن "حجم صادراتنا الزراعية لا تزيد قيمتها عن 250 مليون دينار في حين تفوق صادرات دول تملك حيازات اقل مما تملكه الأردن نحو المليار دينار".
واعتبر العوران هذا الواقع بات يتوجب تفعيل منظومة التشريعات الزراعية بما يضمن ترجمة التنمية الزراعية، إضافة لاستغلال جميع الأراضي الزراعية عبر تفويض الأراضي الأميرية وتفعيل البحث العلمي وتوجيهه للإنتاجية والاستجابة لاحتياجات السوق وليس لإدارة الأزمة.
وأكد العوران أن كافة البذار التي تمت زراعتها قبل أشهر أتلفت بالكامل لافتا إلى وجود تخوفات كبيرة لدى المزارعين من الإقدام على الزراعة الصيفية بسبب الانحباس المطري مؤكدا أن إقدامهم على تلك الزراعات يعد مغامرة بالنسبة إليهم.
مصدر مسؤول في وزارة المياه والري فضل عدم الكشف عن هويته أكد أن كميات الأمطار الهطالة بلغت حتى صباح الأربعاء الماضي نحو 6 ملايين متر مكعب كان لسد الموجب حصة الأسد حيث حصل على خمسة ملايين متر مكعب.
وحول مقارنة الكميات مع حجم المخزون المائي في الأعوام السابقة بين المصدر أن وضعنا المائي يتسم بالصعوبة موضحا بان الكميات التي سقطت في العام الماضي ولغاية العشرين من شهر شباط بلغت نحو 95 مليون متر مكعب في حين لم تتجاوز الكمية الساقطة لهذا العام الـ 65 مليون متر مكعب بعجز مقداره 30 مليون متر مكعب.
وأكد المصدر أن الأردن يعاني من عجز مائي كبير في مخزونه الاستراتيجي يقدر بين 30 إلى 40% من حجم تخزين السدود مبينا أن قلة الأمطار التي هطلت العام الماضي والتي بلغت نحو 54% من المعدل المطري السنوي أدت لاستخدام المخزون الاستراتيجي من المياه لينخفض ذلك المخزون من 96 مليون متر مكعب لنحو 59 مليون متر مكعب وارتفع نتيجة الأمطار الأخيرة إلى 65 مليون متر مكعب.
وأوضح أن الوزارة أعدت خطة طوارئ تتضمن حفر نحو 30 بئرا بلغ عدد الآبار الجاهزة منها نحو 10 آبار يتوقع أن توفر 15 مليون متر مكعب من المياه.
وأكد انه سيتم حفر أربع آبار عميقة وبئر أخرى في المخيبة في منطقة الحمة الأردنية إضافة إلى مجموعة من الآبار ستزودنا بنحو 10 ملايين متر مكعب.
وأضاف: كما تتضمن خطة الطوارئ تحلية المياه المالحة الموجودة في مشتل فيصل لتوفير نحو 280 مليون متر مكعب في الساعة لتزويد منطقة جرش بالمياه إضافة لاستئجار بعض الآبار الخاصة بالقطاع الزراعي واستخدامها لأغراض الشرب.
وأشار إلى أن خطة الطوارئ تتضمن أيضا مد خط بطول 30 كيلومترا من سد الملك طلال إلى الشمال لتغذية شمال الأغوار كما سيغذي سد الملك طلال منطقة الوسط موضحا أن منطقة الجنوب تعتمد على الآبار الخاصة هناك.
وبين المصدر أن الخطة تتضمن الحد من الهدر المائي كحل للازمة عبر إعادة تأهيل شبكات المياه في عدد من محافظات المملكة بكلفة مالية تجاوزت 400 مليون دينار.
وأوضح المصدر ذاته أن مشروع جر مياه الديسي سيكون احد الحلول التي ستحد من الأزمة المائية حيث سيزود المملكة بنحو 100 مليون متر مكعب من المياه ستسهم في الحد من الأزمة المائية موضحا في ذات السياق بان مشروع قناة البحرين في طور الدراسة البيئية والاجتماعية ودراسات الجدوى الاقتصادية مبينا انه سيزود المنطقة بنحو 850 مليار متر مكعب تقدر حصة الأردن منها بنحو 570 مليون متر مكعب.
الراصد الجوي حسين المومني أكد خلال البرنامج أن مؤشرات الأمطار التي هطلت على المملكة خلال الأيام القليلة الماضية تحمل تباشير الخير، مبينا انه لن يتم الإعلان عن حالة الجفاف قبل نهاية الشهر الجاري.
بيد أن أمين عام وزارة الزراعة الدكتور راضي الطراونة اعتبر الأمطار التي سقطت مؤخرا أنعشت آمال المزارعين ومربي الماشية بموسم زراعي جيد مؤكدا أن لتلك الأمطار فوائد جمة تتمثل بتغذية المخزون المائي والسدود والينابيع والآبار والمياه الجوفية والتأثير في الموازنة المائية.
وأوضح الطراونة أن تركيز الوزارة ينصب على تزويد وادي الأردن بالمياه بما يضمن نمو الأشجار والمحاصيل العلفية والخضار مبينا انه تم الالتقاء مع مزارعي وادي الأردن وتم خلال اللقاء وضع النقاط على الحروف حيث تم التأكيد لهم أن الأولوية هي توفير مياه الشرب وانه تم وضعهم بصورة أن المياه المتوفرة والتي لا تكفي لسد نحو 50% من الكمية المطلوبة للعملية الزراعية.
وفيما يتعلق بكون العام الحالي عام الزراعة وفق توجيهات جلالة الملك بين الطراونة أن الوزارة فرغت مؤخرا من إعداد الوثيقة الزراعية التي ستترجم رؤى جلالة الملك بمشاركة جميع المؤسسات الزراعية العامة والخاصة.
وأوضح أن الوثيقة الزراعية عرضت على المجلس الزراعي الوطني الأعلى وحظيت بمباركة جلالة الملك قبل أسبوعين مبينا أن تنفيذها يمتد إلى عام 2013 حيث تضمنت عدة محاور حددت الأولية فيها بحسن التعامل مع سنوات الجفاف المتعاقبة من خلال وسائل الحصاد المائي واستخدام المياه البديلة والآبار الارتوازية والخزانات.
وبين أن الإستراتيجية تتضمن محور الأمن الغذائي ودعم الثروة الحيوانية من خلال إنشاء محميات رعوية وتشجيع الزراعات العلفية عبر العديد من الحوافز والإجراءات التي تستهدف ذلك مؤكدا في ذات السياق بان الكلفة المالية للوثيقة تقدر بنحو 118 مليون دينار بلغت مخصصات العام الحالي منها نحو 52 مليون دينار.
وبين أن الإرادة الملكية صدرت في الأول من الشهر الحالي بالموافقة على النظام الخاص بصندوق المخاطر والذي يركز على عدة أهداف من بينها الدور الإرشادي والتعويض عن الأضرار في حال وقعت حيث بلغت المخصصات المالية للصندوق من موازنة الحكومة نحو 8 ملايين دينار خلال العام الحالي و 4 ملايين دينار للعام القادم و3 ملايين للعام الذي يليه وبمجموع يقدر بنحو 15مليون دينار.
وحول إعلان الجفاف أعرب الطراونة عن أمله ألا يتم ذلك مؤكدا انه لن يتم إلا ضمن محددات ومعطيات تعلن في نهاية الموسم.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان ـ زياد الغويري
رد مع اقتباس
Dickens and the Martini
المفضلات