150 ألف تنفق على الثرثرة
عبد الهادي راجي المجالي - قامت وزارة الثقافة مؤخراً، بالافصاح عن أسماء (العشرة) الذين فازوا بجوائز التفرغ الأدبي.
بالمقابل لم تفصح الوزارة عن المبلغ الذي سيُدفع لكل واحد منهم لقاء تفرغه لانتاج رواية أو قصة أو ديوان شعري.. في سنة واحدة.
حين كانت الدكتورة نانسي باكير، وزيرة للثقافة عرضت عليّ التفرغ لانتاج كتاب يتضمن قصصاً وصوراً من التراث الأردني.. مقابل (15) ألف دينار تدفعها الوزارة،.. لم أرفض العرض ولكني ابلغتها اني غير مؤهل أبداً لمثل هذا الأمر.
(15) ألف دينار حسب معلوماتي ستدفع لقاء تفرغ كل واحد من العشرة كي ينتج مخطوطه، بحسبة بسيطة ستدفع الوزارة (150) دينار.. شاملة تكاليف الطباعة من أجل كتب ستلقى في رفّ في المكتبة الوطنية أو على قارعة الطريق في كشك «أبو علي».
لو دفعت هذه المبالغ لاقامة صالة في مدينة معان من أجل اللقاءات الشعرية، أو لتجهيز مسرح خاص بالأطفال ألن يكون هذا الأمر أكثر نجاعة.
لو دفعت الـ(150) ألف دينار لصيانة أجهزة الصوت والإضاءة في مدرج الأمير حسن بن طلال في الكرك ألن يعود هذا الأمر بالنفع على أهل المنطقة.
الغريب أن جميع من فاز بالجائزة هم من عمان.. ولا يوجد أي واحد منهم يقطن في محافظات الجنوب أو الشمال.. علماً بأن الصديق (سليمان القوابعة).. صاحب رواية (حوض الموت) يستحق هذا المبلغ كي ينجز ما هو أجمل من تلك الرواية بكثير.. وهو جالس في الطفيلة.
والأغرب أن جميع من فازوا بهذه الجائزة.. يملكون مؤلفات كثيرة وقد انجزوها جميعها دون الحاجة للتفرغ.
ليس سليمان القوابعة وحده بل عبدالجبار أبو غربية.. ألاّ يحتاج وهو في السنة الثالثة من سرطان الرئة لدعم وزارة الثقافة كي ينتج كتاباً عن العلاقة الأردنية الفلسطينية وبالتحديد ما يجمع الخليل والكرك… فأولاده نصفهم من الجنوب ونصفهم خليلي ويملك مخزوناً هائلاً من التاريخ وهو كاتب من طراز رفيع.. وباحث مهم في تاريخ العلاقة الأردنية الفلسطينية.
(150) ألف دينار أعطيت لأناس نحبهم ونجلّهم وهم أكبر قدراً وقيمة منّا ولكن أياً منهم لا يحتاج المبلغ بقدر ما يحتاجه.. مثلاً الباحث (محمد رفيع) الذي قدم توثيقاً لعمّان لم يقدمه أحد والذي كتب في عمران المدينة وتاريخها ونبش كامل أرشيفها.. ألا يحتاج لتوظيف صديقنا (محمد رفيع) في عمل يسند المكتبة الأردنية حول عمّان وتاريخها.
وكان الأولى أن لا يدعم الشعر فنحن على مدى (70) عاماً انتجنا من القصائد ما يفوق انتاجنا من البندورة.. كان الأولى أن ندعم البحوث التاريخية التي تثبت هويتنا ووجودنا.
أنا أطالب بأن يكون لـ(سليمان القوابعة) حصة وأن يكون لعبدالجبار أبو غربية والذي صمد في وجه السرطان حصة.. ولـ(محمد رفيع) الذي أنفق الكثير من المال والسجائر في جمع المخطوطات حصة.. يكفينا نقود تصرف على الثرثرة.
المفضلات