نقلت لكم مقال جميل وممتع ..
اتمنى ان تقرأوه وينال اعجابكم ..
فجرا وبينما تغط في نوم عميق يدندن هاتفك الخلوي ايذانا بورود رسالة نصية ، تقول في سرك (يا ساتر ) ثم تمد يدك في العتمة وتطحمس لتلتقط الهاتف وتقرأ الرسالة الطارئة وهذا نصها ( بدك تكون المعجب السري لشخص بتحبه اتصل على رقم ......سعر الدقيقة نص ليره ) ، تفرك عينيك وتثب كالمجنون فتضئ المصباح وتعيد قراءة الرسالة لتتأكد مما وصلك فايقظك من نومك ، ينتابك شعور بالخوف وبأن تهديدا وصلك للتو فتغمض عينيك ثانية وتروح تسترجع ملفاتك القديمة تلك التي لا تعرف بها المدام ، ترى عن اية علاقات سرية يتحدث صاحب التهديد ، وهل يعقل ان احدا علم بحكاية كذا ..لا حول ولا قوة الا بالله ...تجمع تطرح ، الى ان يعودك النعاس ومع ذلك لا تنام ويخطر في بالك المثل ( اولاد الحرام لا بناموا ولا بخلوا الناس تنام )، تلعن تشتم ثم تعود تلفع نفسك حتى لا يسرق ضوء النهار الباهت ما تبقى من نعاس في عينيك ...، ثم وفي غمرة تفكيرك في القاع الحضاري الذي وصلنا اليه مع ثورة التكنولوجيا ، وما بين صاح ونائم تهز بدنك دندنة أخرى ، ومن قبيل مضاعفة الحقد تقرأ من جديد رسالة وصلت للتو ( مشان تختار شريك حياتك على كيفك وتلاقي نصك الثاني اتصل على رقم ...)، تقرر ان تتجاهل كل هذا الازعاج ومن قبيل تهوين الأمر تقارن بين رسائل الهاتف وبين كمبريسة الامانة او تراكتور سلطة المياه او رافعة متعهد البناء عند حافة الشارع ، فتقول لنفسك ( يا ولد معلش ...حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس ) ، تكتم صوت الهاتف وتقرر استغلال الهدنة الصباحية لتغفو قليلا قبل ان تبدأ زوامير السيارات ، فامامك يوم حافل بالعمل ، تنجح في النوم لساعة واحدة ، وما ان تستيقظ على ثغاء اكثر من مئة خروف ادخلها الراعي الوافد الى قطعة الارض الخالية بجانب بيتك كي ترتع اكياس البلاستيك وبقايا الكرتون الهالك ، تقرر ان اول شيء ستفعله هو تفقد هاتفك الساكت لتتعرف على الرسائل الجديدة التي وصلت خلال نومك العميق ، واليك نماذج من الرسائل (حلمت حلم مزعج وشاغل بالك ..اتصل وفسر حلمك وريح بالك ...سعر الحلم 50 قرش ) ورسالة أخرى مخصصة للعوانس ولكنك مع ذلك مرغم على قراءتها ( لتكتسبي مهارات اصطياد العريس ..ارسلي عريس الى رقم ...) وتهز رأسك وتقول لنفسك (طيب هي عندها عريس ترسله اصلا .!؟ ) ورسالة ثالثة أكثر جدية ( تعرف على اسرار حرب الخليج ..ابعث الى الرقم ....) ، وهذه الرسالة بالذات تهز بدنك لانها تعيدك الى ايام القصف والقتل والتدمير وتتساءل وانت تدحش الهاتف بجيبك وتخرج الى سيارتك :هل وصلنا الى هذا الحد من المتاجرة حتى بمآسي الامة ، ألا يكفينا ان ما نعرفه عن حرب الخليج يسد النفس ، فكيف ستفعل بنا الاسرار يا ترى ، ثم اي اسرار هذه ، خليكو في تفسير الاحلام وتحميل الاغاني وسواليف الحب ..!؟
تصل مكان عملك تجلس الى مكتبك ويخيل اليك انك تحمل مفاجأة لزملاء العمل عندما تخبرهم بأمر الرسائل التي وصلتك ، لتتفاجأ انت ان الرسائل التي وصلتهم غير شكل وان عليك الآن تبادل الرسائل معهم للمساهمة في تحسين اوضاع شركات الاتصالات ، فتبدأ نشاطك العملي بممارسة تبادل الرسائل والصور عبر ( البلو توث ) وهذه نكتة وصلتك للتو من زميلك في المكتب الذي تفصلك عنه طاولة وكرسي فقط ، هذا الزميل البشوش كان قد رد على رسالة وصلته فجرا ايضا اذا ما كان يطلب نكتة ، فطلبها ، وهذه هي النكتة ( تعلن شركة البان بقرية ...عن هروب ثور فحل ..يا ريت تكبر عقلك وترجع ) ، يضحك الزميل البشوش ويعلق على النكتة ( يعني فوق ما دفعوني عشرين قرش بهدلوني ..) .
قال الدكتور رجائي المعشر نائب رئيس الوزراء المعروف بصراحته المعتادة ان الاردنيين يتبادلون ما قيمته نصف مليار دولار سنويا من الرسائل الخلوية ، وانا اضيف الى تصريحه : ومع ذلك يستغربون عجز الموازنة ويتساءلون ..وين راحت المصاري...(اذا بدك تعرف وين راحت المصاري افتح بريد الصادر من هاتفك وشوف ......ببلاش ) ؟
ملاحظة :جرى تغيير نصوص الرسائل حتى ما تزعل علينا شركات الاتصال
جهاد المومني
المفضلات