د. زكريا الشيخ يكتب لـ"الحقيقة الدولية".. لتعود لسعات دبابير الظلام وخفافيشه إلى جحورها مدحورة فالأردن الأقرب إلى فلسطين وواجبه أن يحميها كما أطلقها جلالة الملك
الحقيقة الدولية - خاص
كتب رئيس مجلس إدارة مجموعة "الحقيقة الدولية" الإعلامية الدكتور زكريا الشيخ تحت عنوان " يسلم لسانك سيدي" أن كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين جاءت " كالبلسم الشافي لكل غيور على هذا البلد الطاهر الطهور" بعد أن ساد الخوف أوساط شريحة واسعة من الأردنيين.
وأضاف الدكتور الشيخ أن كلمة جلالة الملك "فشت" غل الأردنيين ووضعت النقاط على الحروف بعد أن " سمم أجواءنا شرذمة من أصحاب الأجندات الخاصة"، كادت أن تسبب شرخا غائرا في نسيجنا الاجتماعي.
وأكد الدكتور الشيخ أن الأوان قد آن " لتعود لسعات دبابير الظلام وخفافيشه إلى جحورها مدحورة" لان "لا مزايدات بعد اليوم"، فالأردن الأقرب إلى فلسطين وواجبه أن يحميها، كما أطلقها جلالة الملك بكلمات مدوية ومباشرة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
وتاليا نص مقالة الدكتور زكريا الشيخ..
يسلم لسانك سيدي
عيب وحرام، كلمتان عظيمتان في المعاني والمدلولات، لو تمعن أصحاب الشأن وعملا بهما لكانتا طريقنا الراسخ إلى تمتين جبهتنا الداخلية في مواجهة أعداء أردننا من الصهاينة ومن يقف وراءهم.
حقا يسلم لسانك سيدي أبا الحسين، فبعد أن وصلت القلوب إلى الحناجر وضاق الصدر، وذرفت الدموع، وساد الخوف أوساط شريحة واسعة من شعبنا الأبي، جئت سيدي بكلماتك كالبلسم الشافي لكل غيور على هذا البلد الطاهر الطهور.
"الوحدة الوطنية خط أحمر، موضوع اللاجئين لن يتغير وتمسكنا بحق العودة والتعويض موقف ثابت لا نقاش فيه، يكفي، ويجب التصدي لهذا المرض ولأصحاب الأجندات الخاصة والمشبوهة، ما في قوة قادرة على أن تفرض علينا أَي شيء ضد مصالح الأردن والأردنيين، الذي يتحدث عن تهديد للأردن وهوية الأردن واستقرار الأردن وعن تهديد لوحدتنا الوطنية لا يعرف الأردن ولا يعرف الأردنيين ولم يقرأ تاريخهم".. بهذه الكلمات التاريخية خاطب جلالة الملك قيادات القوات المسلحة الأردنية، يوم الثلاثاء، وأثلج صدورنا، بل فش غلنا، ووضع النقاط على الحروف.
خلال الفترة الماضية سمم أجواءنا شرذمة من أصحاب الأجندات الخاصة كما سماهم جلالة الملك، بكلام وتبريرات مسمومة، كادت أن تسبب شرخا غائرا في نسيجنا الاجتماعي، ليأتي كلام سيدنا ليخرس كل الألسنة التي نالت من هذا الوطن المنيع بقيادته وشعبه، وشككت في سلامة موقفه الحارس على مصالح الأردنيين والفلسطينيين على حد سواء.
لا مزايدات بعد اليوم، ولتعود لسعات دبابير الظلام وخفافيشه إلى جحورها مدحورة، فالأردن الأقرب إلى فلسطين وواجبه أن يحميها، كما أطلقها جلالة الملك بكلمات مدوية ومباشرة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
الوطن البديل، حلم زائف لا وجود له إلا في أدمغة عشش فيها الخراب، والكوابيس المريضة لأصحابها، وهو مخطط صهيوني بائس، لن يرى النور ما دام في ظهرانينا قائد فذ وجيش مغوار وشعب أبي، يعي حقيقة المخاطر المحدقة بنا، ليس فقط كأردن، بل كأمة عربية إسلامية.
فالأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، والأقصى سيبقى كما كان وأكثر٬ يقبع في أغلى جزء من أفئدة الهاشميين، والأردنيون من كل المنابت والأصول لن ينالهم ضيم أو ظلم في دولة القانون والعدالة والمؤسسات، المحمية بحماية المولى عز وجل أولا، فهي أرض الحشد والرباط، وثم بنشامى الوطن ورجال جيشنا العربي.
الأردنيون، سيدي، جميعهم، في الأرياف، والقرى والمخيمات والبوادي، ونحن أبناء العاصمة وملايين المخلصين، نقول لك لبيك.
ونحن كوسيلة إعلام وطنية أردنية أصيلة، تعطرت وجوهنا بثرى أردننا الحبيب، نقول لك لبيك سيدي، فأنت من تستنهض الهمم، فدماؤنا رخيصة في سبيل حماية وحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي المتين.
لقد انتصر جلالة سيدنا لأبناء الأردن البسطاء المنشغلين بقوت يومهم والبعيدين عما يحاك في صالونات النميمة السياسية، الذين لا يعبرون إلا عن أنفسهم وما يعتلج في مخيلاتهم من أوهام جعلتهم جسورين على ثوابت الوطن ومبادئه الراسخة.
شكرا سيدي وبورك لسانك، وأبقاك رب العزة والجلالة ملاذا لنا في ساعات الشدة٬ وشجرة وارفة الظلال، أصلها ثابت وفرعها في السماء، نتفيأ بظلها جميعا، من شتى الأصول والمنابت، ودرعا واقيا لحفظ التوازن وتحقيق العدالة والأنصاف وكرامة الإنسان ومواطنته في هذا البلد الخير.
المصدر : الحقيقة الدولية - خاص 4.8.2009
المفضلات