أعد ومن ذكريات الأمـس مـا غربـا
ومـا تولّـى مضـى يـا سيـدي طـربـا
ومــن ليالـيـك مــا طـابـت بـشـائـره
والسعد حـفَّ مـع الأحـلام فانسحبـا
إن تـدمـعــنَّ فــإنــي دامــــع ثــمـــل
أسـابـق الـحـزن والآهــات منتحـبـا
ولّـى الشبـاب فـعـودي بـعـده يـبـس
وانتابنـي مــن شـعـور مفـعـم لهـبـا
تبكـي وأبكـي فـمـا نلـنـاه مــن أمــل
ولا الرجـاء يجـيـب الـمـرء مقتـربـا
تبكـي وأبـكـي فـمـا الأيــام ترحمـنـا
ولا تجيـب مــن الغـايـات مــا عَـذُبـا
ولا تـفــيــد دمــــــوع إذ تــعــاودنــا
ولا العواطـف إن طـارت بـنـا خَبَـبَـا
( لا يعـرف الشـوق إلا مــن يكـابـده
ولا الصبابـة إلا مــن ) لـهـا اقتـربـا
نمضـي إلـى قـدر مـا كــان أصعـبـه
طوعـا وكرهـا ولا نـدري لــه سبـبـا
نفسـي تـراودنـي يـومـا وتزحمـنـي
بالأمنـيـات وحـالـي زادنـــي رَهَـبــا
فــلا الشـبـاب يـعـود إلـعُــود ثـانـيـة
ولا الليـالـي بـمـا قــد كــان ملتـهـبـا
سبعـون أفضـت إلـى علـم ومعـرفـة
والشيب والضعف لا ينفك مصطحبا
فـلا بلغنـا لشـام الخـيـر مــن عـنـب
ولا لقيـنـا بصنـعـا تـمـرهـا الـرَطِـبـا
بعنـا شبابـا لـنـا مــا كــان أرخـصـه
ولا اشتريـنـا بــه مــن نعـمـة أربــا
هــي المـراحـل نمشـيـهـا طـواعـيـة
أو إن كرهنـا لــه مــا كــان مُرْتَقـبـا
كــل المنـاهـل مــا عــادت لتعـرفـنـا
ولا محـونـا بـهـا مــن عـلـة وصـبــا
يـا دار ميّـة هـل ذِكْــرٌ لـمـن رحـلـوا
وهـل تعيديـن بعـد البـيـن مــا ذهـبـا
وهـل تبيحيـن لـي مــن حــب فاتـنـة
إكسيـر حـب لـنـا لاشــك قــد نضـبـا
لـولا الأمانـي ولـولا كـان مــن أمــل
قضـى ابـن آدم مـن عيـش لـه تعـبـا
لو كنـت مـن صخـرة صمـاء جامـدة
فـمـا بلـغـت كــذا رشــدا ولا عتـتـبـا
أو كـنـت مــن ذرة لـلـمـاء يحمـلـهـا
مـوج يهـادن أو مـا عايـش الغضبـا
أبـكـيـتـنـي وبـكــائــي لا أقـــاومـــه
من كان مثلي براه الهـم واصطحبـا
تبكي فتجـري دموعـي مثـل هاطلـة
وطفـاء تجعـل منـي القلـب مستلـبـا
يتبع .....
تحياتي وإحترامي
المفضلات