ظهور السلاح الإنتخابي يثير القلق في عدة دوائر إنتخابية
إشتدت قليلا بالمعنى السياسي والإجتماعي حدة الحملة الأردنية تحضيرا للإنتخابات العامة التي وصفت مبكرا بانها ستكون غرائبية وعجائبية في الوقت نفسه بسبب ميكانيزم الصراع في دوائر إفتراضية ومتخيلة داخل الدائرة الإنتخابية الواحدة حيث لا مكان إلا لمقعد واحد في كل دائرة إفتراضية
وتبدو السلطات مجبرة على وضع خطة طواريء أمنية لا تشمل هذه المرة فقط حماية الإنتخابات وإطارها الديمقراطي بقدر ما تركز على إحتواء التوترات الأإجتماعية المتوقعة خصوصا في بعض المناطق الحساسة جدا والمرشحة على الأرجح لمراقبة توترات ذات طبيعة قبلية او عائلية بين بعض المرشحين.
وشكل ظهور السلاح ثلاث مرات على الأقل بين أيدي أنصار المرشجين وبشكل إستعراضي في ثلاث مناطق إنتخابية وسط وشمال البلاد إشارة مقلقة للدوائر الأمنية والسلطات المرجعية تؤشر على ان الإنتخابات التي يقاطعها الإسلاميون تزداد سخونة يوما بعد يوم خصوصا في المساحات التي لا يوجد فيها أي تأثير للصوت السياسي وتتميز بالإستقطاب على الأساس العشائري.
ويتبادل الصحفيون والسياسيون والمرشحون في حملة العاصمة الهادئة كثيرا قياسا ببقية المحافظات تقديرات وتسريبات يومية عن مشكلات أمنية متوقعة ناتجة عن صدام على خلفيات إنتخابية في بعض المناطق حيث ظهر السلاح بين أيدي أنصار مرشح في منطقة البادية الشمالية أثناء عملية التسجيل للترشيح وعلى شكل إستعراض برسالة لمرشحين منافسين فيما أطلق الرصاص بالهواء في إحدى ضواحي عمان على خلفية قرار إداري بعدم قبول طلب أحد المرشحين .
وتتوقع لسلطات المختصة شكلا من أشكال العنف الإجتماعي في بعض الدوائر الصغيرة لكنها تحاول الإجتهاد بوضع خطة أمنية مفصلة تنتهي بالإنتخابات المقررة في التاسع من نوفمبر المقبل بدون خسائر او بأقل الخسائر الممكنة خصوصا بعد غياب الزخم الإنتخابي عن المدن الكبرى بسبب مقاطعة الحركة الإسلامية للعملية برمتها.
ولوحظ بوضوح بأن قوة تيار المقاطعة خارج إطار الإسلاميين تتراجع إلى حد كبير لكن غياب المرشحين على أسس سياسية في المحافظات بالرغم من مشاركة بعض الأحزاب الوسطية العريضة يدفع الحساسيات العشائرية وأحيانا التنافسات إلى مسافات متطرفة قليلا مما دفع السلطات لللإستعداد مبكرا لمراقبة أمنية متواصلة لكل ما يجري خصوصا في الدوائر الصعبة او الحساسة.
ويمكن ايضا ملاحظة ان غياب التيار الإسلامي عن الحملة الإنتخابي ساهم في غياب الشعار السياسي عن يافطات أكثر من 200 مرشحا في العاصمة والمدن الكبيرة على أقل تقدير خصوصا وان نسبة المرشحين تراجعت تقريبيا نحو 25 % الأمر الذي يتطلب تواصل القلق على نسبة المشاركة في الإقتراع.
وترشح أكثر بقليل من 800 مرشحا بينهم نحو 150 إمرأة نصفهم غير جاد تماما في الحملة الإنتخابية او ترشح لأغراض الشغب ونحو 10 % ينسحب قبل يوم الإقتراع كما يحصل بالعادة مما يعني ان الصراع في حقيقته يقتصر على 400 مرشح مستقل وحزبي نشط للحصول على 120 مقعدا غالبيتها الساحقة يتنافس عليها ممثلوا الثقل القبلي والعشائري ومن مختلف الفئات الإجتماعية حيث لا يوجد إلا برامج سياسية نادرة جدا يمكن القول انها تؤثر في مناطق ضيقة للغاية في جمهور ناخبين مسيسيين.
ويتوقع المراقبون إنسحابات بالجملة قبل يوم الإقتراع لعشرات المرشحين غير الجاديين او الباحثين عن ثمن للإنسحاب سواء أكان وظيفيا او سياسيا او حتى ماليا حيث يتردد ان عشرة مشرحين على الأقل إنسحبوا لأخرين حتى الأن في اللحظات الأخيرة ما قبل وما بعد التسجيل.
المفضلات