الشرايين المسدودة تسبّب الألم أثناء السير
يُعتبر ألم الساق الذي يبدأ عندما تسير ويخفّ حين ترتاح أحد أبرز عوارض حالة تُدعى العرج المتقطع. تنشأ هذه الحالة عندما يمنع تراكم الدهون على جدران شرايين الساق تدفق الدم بحرية إلى العضلات التي تستخدمها خلال التمرن، ما يحرمها من الأوكسجين. وقد تشعر بالتشنج في القدم، بطة الرجل، الفخذ، أو الردفين، وذلك وفق موضع الانسداد.
تكمن المفارقة في أن السير يبقى المفتاح الأساس للتخفيف من ألم العرج المتقطع. يذكر الدكتور جوشوا بكمان، طبيب متخصص في علم الأوعية الدموية وبروفسور مساعد في مستشفى Brigham and Women›s التابع لجامعة هارفارد: «من الفوائد التي تجنيها من المشي إلى أن تشعر بالألم أنك ستتمكن من اجتياز مسافات أطول مع الشعور بألم أقل».
فوائد المشي
يُعتبر العرج المتقطع بحد ذاته أحد عوارض مشكلة أكثر شيوعاً: مرض الشرايين المحيطية. ويعود المرض إلى التصلب العصيدي (atherosclerosis)، أي تصلب الشرايين الذي يسبب معظم السكتات الدماغية وكل النوبات القلبية تقريباً. فيعاني نصف المصابين بمرض الشرايين المحيطية تقريباً العرج المتقطع.
لكن تجنّب المشي يزيد من تراجع حالة المريض ويفاقم عجزه. ولكسر هذه الحلقة المفرغة، على المريض أن يمشي إلى أن يشعر بالألم، يرتاح حتى يزول، ومن ثم استئناف السير. لا يُعتبر الألم خطراً، إلا إذا كان لا يزول عندما ترتاح. يوضح الدكتور بكمان: «مع التمرين المتكرر، تزداد العضلات فاعلية وتصبح أكثر قدرة على استخدام الدم الذي تتلقاه». كذلك يخفض التمرن خطر التعرض لسكتة دماغية أو نوبة قلبية في حالة مَن يعانون مرض الشرايين المحيطية.
الحلول
يزيد العلاج بالسير تحت إشراف طبي المسافة التي يستطيع المريض اجتيازها على آلة مشي بنحو 200% في بعض الحالات. لكن المشكلة تكمن في أن التأمين لا يغطي عادة هذه الخدمة. كذلك يواجه مَن يعانون آلام في ساقيهم صعوبة في الانتقال إلى مكان العلاج.
لكن الأبحاث تؤكد أيضاً أن السير بمفردك يعزز التحمل، خصوصاً إن كنت تتمرن بانتظام. إلا أن دكتور بكمان يشير: «قد تواجه صعوبة في إيجاد الحافز الكافي للتمرن عندما لا تخضع لأي إشراف».
السير مع آخرين
حاول أن تمشي من 30 إلى 45 دقيقة كل يوم، ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع. وكي لا تتقاعس، أطلب من أحد أصدقائك أو أقربائك التمرن معك.
كذلك يساعد السير مع أشخاص آخرين يعانون مرض الشرايين المحيطية في تحقيق مكاسب كبيرة. شملت دراسة، أجريت أخيراً، مجموعة من 200 شخص مصابين بهذا المرض. واعتاد هؤلاء الاجتماع أسبوعيّاً لمناقشة مسائل مرتبطة بمرضهم وللتمرن معاً. ونُصحوا أيضاً بالسير في المنزل مدة 50 دقيقة خمس مرات في الأسبوع.
بعد ستة أشهر، صار بإمكان المشاركين اجتياز مسافة أطول بنحو 12% مقارنة بما كانوا يقطعونه مع بدء الدراسة. ولا شك في أن هذه فائدة بالغة الأهمية بالنسبة إلى مَن يعانون مرض الشرايين المحيطية. في المقابل، تبيّن أن المشاركين الذين حظوا ببعض النصائح الإرشادية من دون التمرن معاً كمجموعة، باتوا يسيرون مسافة أقصر مما كانوا يجتازونه عند انطلاق الدراسة.
تُظهر هذه الدراسة، إذاً، أن السير مع الآخرين يعرض المريض لضغط اجتماعي جيد ويدفعه للسير مسافات أطول. وتستند هذه الفائدة إلى المسافة التي تقتطعها ومدى تمرنك بانتظام. فقد نجح عدد كبير من مرضى الدكتور بكمان في زيادة المسافات التي يجتازونها بمعدل ضعفين أو حتى ثلاثة أضعاف.
دور الأدوية
تساهم الأدوية أيضاً في التخفيف من آلام الساقين الناجم عن مرض الشرايين المحيطي، إلا أنها لا تحلّ محلّ التمرن. أما إذا كان ألم الساقين مبرّحاً ولا يتفاعل مع العلاجات المعتمدة، فقد يُضطر المريض إلى الخضوع إلى جراحة هدفها توسيع المواضع المسدودة من الشرايين.
إلا أن دكتور بكمان يؤكد أن الأدوية والجراحة علاجان مكملان للمشي: صحيح أن علاجات تخفف الألم الناجم عن مرض الشرايين المحيطي، إلا أنها لا تحمل فوائد إضافية مرتبطة ببرنامج تمرن منتظم.
الفوائد
مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitor (كابتوبريل، ليزينوبريل، راميبريل، وغيرها).
تحد من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية، سكتة دماغية، والموت. وتشير إحدى الدراسات إلى أن الراميبريل يزيد المسافة التي يستطيع المريض اجتيازها.
جرعة منخفضة من الأسبرين أو الكلوبيدوغريل (Plavix).
تحدّ من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية، سكتة دماغية، والموت. إلا أنها لا تزيد المسافة التي يستطيع المريض اجتيازها.
سيلوستازول (Pletal)
يزيد من المسافات التي يستطيع المريض اجتيازها ويحدّ من الألم.
أدوية الستاتين المخفضة للكولسترول (أتورفاستاتين، سيمفاستاتين، برافاستاتين، وغيرها).
يشير بعض الدراسات إلى أنها تزيد الوقت الذي يستطيع المريض السير خلاله من دون ألم. كذلك تخفض خطر الإصابة بنوبة قلبية، سكتة دماغية، والموت.
تحذير
قد تسبب سعالاً جافاً في بعض الحالات.
ويزيد خطر التعرض لنزيف.
ويحتاج إلى تجربة تدوم 3 أشهر للتأكد من فاعليته في حالة كل مريض.
ولا تزيد مسافة السير الإجمالية.
المفضلات