محليات
ربع ساعة ضحك
كريمان الكيالي
تبدو تأويلات عدد من الفلاسفة القدماء مثل سقراط وارسطو وهيجل وغيرهم حول «فلسفة الضحك « كأنها قادمة من كوكب اخر، عصية على الفهم ، بعكس ما يوحي به الضحك من بساطة ومرح و» فرفشه»..
على الاغلب يثيرالاستماع لنكتة أو رؤية مشهد او التعرض ل»الزغزغة « ضحك كثيرين وربما»قهقهتهم» ، وهناك من يقول بأنه كاد ان يقع او» يفرط» او يغمى عليه من شدة الضحك ، او انه ضحك كما لم يضحك من قبل، في اشارة لضحك حقيقي نابع من القلب.
ثمة طريقة واحدة للضحك برغم الاف اللغات ومئات الآلآف من اللهجات ، وكل شخص بوسعه ان يضحك ،حتى الرضيع والاصم ، هذا ما يؤكده استاذ الضحك «د.روبرت آر بروفين» ، ف»الجسم السليم في الضحك السليم «، وربع ساعة من الضحك كل يوم تكفي حتى نتمتع بصحة جيدة، فبالضحك تتحرك 300 عضله في الجسم ، مما يساعد في حماية الاوعية الدموية ويعزز وظائفها ويخفف من الآلآم والضغوطات «السترس « ، اضافة الى ان الضحك يساعد في حرق المزيد من السعرات الحرارية واكتساب الرشاقة المرغوبه.!
تحويل الضحك من مادة ترفيهية الى طبية تخصص مطلوب هذ الايام ، وهناك العديد من « إخصائيي ضحك ومرح « في العديد من المستشفيات في اوروبا وامريكا ، مهمتهم ليست سرد النكت واضحاك المرضى ، بل مساعدتهم في التعايش مع اوضاعهم الصحية مهما كانت حرجة او ميؤوس منها ، فالضحك يقوي جهاز المناعة في الجسم ، ويساعد على الشفاء من العلل العضوية والنفسية من خلال التقاط تناقضات الحياة والسخرية منها ، ومهمة «استاذ الضحك « ليست سهلة ، ولا تقتصرعلى رسم الابتسامه على الوجه ، بل جعلها طبيعية وغير متكلفة وبدون مجهود ، «بحسب ما يقول عالم النفس الألماني « د. كريستوفر ماك»..
تختلف المواقف والعبارات التي تدفع للضحك ، وما يضحك «فلان» قد لايضحك «علان» ، ويقول موظف في محل لبيع الالبسة باحد المولات «سالم « بأن الابتسامة يجب ان لاتفارقه، فطبيعة عمله تقتضي ذلك ، لكن ليس من السهل ان يضحك كما يوحي وجهه الباسم دائما .ويضيف:» الضحك عملة نادره هذه الايام ، وكثير من البرامج والافلام والمسلسلات التي توصف بأنها كوميدية معظمها «تهريج «تعجزعن الاضحاك الحقيقي الممتع .!
«ابو قيس» .. تاجرادوات منزلية يرى « أن الضحك كان زمان» ، اما هذه الايام فهو يكاد يكون مجاملة ، ويضيف بأن اكثرما يضحكه اعمال الفنانين الراحلين «اسماعيل ياسين» و»فؤاد المهندس « فهي تنقل الشخص الى اجواء بسيطة حين كانت الضحكة تخرج صافية من القلب ايام زمان.
اما اكثر ما يضحك الموظفة «رنا» فهوسماع او مشاهدة برامج مقالب يتم ايقاعها بالبعض، فقد سبق وتعرضت لاحدها في برنامج عبر اثير اذاعة محلية ، وبقدر ما استفزها المذيع ،ضحكت كما لم تضحك في حياتها ، حين علمت بأن ذلك كان مقلبا دبرته احدى صديقاتها..
وفي حكايا يصفها اصحابها بانها « بتفطس « من الضحك يقول» مهند 30 عاما « بأنه قام بتجربة كرسي هزاز في احد المولات معروض للبيع، وما ان جلس عليه حتى انكسر وتناثرمخلفا جمهورا غفيرا من المتفرجين والضحكات العالية، برغم انه سبق وسأل الموظف المسؤول، اذا كان الكرسي يتحمله ام لا ؟ حيث ان وزنه يقارب 135كغم! ، فيما يروي» عدنان « حادثا مضحكا و محرجا في الوقت ذاته تعرض له في احد ايام عيد الاضحى الماضي، حين جلس بالخطأ على كنبة مكسورة في البيت، وبحضور بعض الاصدقاء الذين قدموا للمعايدة فسقط داخلها وانفجر من كان حاضرا بالضحك !!
اما لمن نسي الضحك هذه الايام ، فهناك نواد تخصصت في اعطاء دروس في الضحك ، ففي مدينة «اريينا هايم» الالمانية تم انشاء اول معهد للتمرين على الضحك في اوروبا ، اضافة الى وجود اكبر عدد من المهرجين في مدينة»ميونيخ « يقومون بجولات على مستشفيات الاطفال للترفيه عنهم ، كما ان هناك دولا تقوم بتحديد ايام للضحك ،ففي الدانمارك يجتمع المواطنون في حديقة ليضحكوا، وفي السويد يستمع المواطنون ظهيره كل اربعاء لبرنامج اذاعي مدته 25 دقيقه متخصص للتمرين على الضحك ، وفي اليابان وسنغافوره والهند والمكسيك والولايات المتحده يوجد العديد من المناسبات المرحة ، اضافة الى انه تم تحديد 6 ايار»مايو» يوما عالميا للضحك!!!!.
المفضلات