الطوابع هواية الملوك والمثقفين
وليد سليمان
هواية جمع الطوابع من الهوايات العالمية الممتعة والتي يمارسها الملايين في انحاء العالم ومنها الاردن حيث ان هذا الاهتمام بالملصق الصغير والملون يعتبر للبعض عبارة عن ثقافة وتأريخ وعلم مفيد بسبب ما تعرضه الطوابع من صور ورسوم ومعلومات عديدة جدا وهامة عن البلدان الصادرة عنها وحتى عن بعض الاحداث العالمية .
والطوابع كذلك تعتبر كسفير عفوي متجول في انحاء الدنيا اذ تعرض فيه العديد من المعلومات التاريخية والزراعية والفنية والسياسية والجغرافية والرياضية والعلمية وصور المشاهير ايضا وبعض الاحداث الهامة .
وفي عمان كانت قديما بعض المحلات الخاصة ببيع الطوابع للهواة لكنها اختفت لكننا وبالمصادفة اكتشفنا محلا تجاريا في شارع الشابسوغ القديم يعرض ويبيع ويتعامل بالطوابع القديمة والحديثة.
كيف بدأت الطوابع ؟
ويحدثنا المثقف وبائع الطوابع خالد عيسى عن عالم الطوابع وكيف بدأت بقوله : كان الناس قديما وفي الدول الاجنبية خاصة قبل ابتكار الطوابع الورقية يستخدمون ختم الشمع على الرسائل حتى العام 1847 حيث صدر اول طابع في العالم في بريطانيا اذ كان وراء هذه الفكرة الصحفي البريطاني تشارز فلود الذي اشار باستبدال الاختام بورق صغير ملون خاص عليه اجرة ارسال الرسائل من مكان الى اخر وكان ذلك سببا ايجابيا في تعريف الناس على قيم التعرفة المكتوبة رقميا على الطابع البريدي لتسهيل دفع ما يستحق من نقود لارسال الرسائل المحلية والدولية وكذلك اجرة او ثمن انجاز بعض المعاملات الرسمية الحكومية وبدأت هذه الفكرة تتنامى وتنتشر حتى اخذت دول العالم بالاقتناع بهذا الاسلوب الجديد والسهل في هذه المعاملات وذلك بمدة زمنية قوامها 20 عاما تقريبا .
وبذلك فقد اصبح الجمهور على معرفة بما يتم استيفاؤه في اية معاملة بريدية او رسمية حيث انه قبل ذلك الحين كان الامر ارتجاليا فمن الممكن ان تدفع مبلغا في مكتب بريدي يختلف عما تدفعه في مكتب بريدي اخر في نفس البلد .
هواية جمع وثقافة
وفي اواخر القرن 19 بدأت فكرة بيع الطوابع بهدف الهواية وذلك في احدى صيدليات بريطانيا اذ كان ابن صاحب الصيدلية قد نجح باقناع والده بعرض الطوابع لبيعها للجمهور كهواية اقتناء ومن هنا انطلقت الفكرة .
وقد انتشرت هواية جمع الطوابع البريدية في العالم بعد ان اعلن الامير ارثر مواري عن رغبته في مبادلة مجموعته النادرة بمجموعات اخرى لها القيمة المعنوية والمادية ذاتها ومنذ ذلك الوقت ازداد الاهتمام بجمع الطوابع ومبادلتها وبيع بعض الطوابع النادرة بملايين الدولارات .
هذا وقد اطلق على هذه الهواية فيما بعد هواية الملوك حيث كان عدد من ملوك العالم يبحثون عن الاشياء النفسية والنادرة لغاية حب الاقتناء والاستمتاع والثقافة .
ومما قرأناه قديما ان بعض حكام العرب كانت لديهم هذه الهواية مثل جلالة الملك الحسين رحمه الله وكذلك الملك فاروق وربما غيرهم من الشخصيات العربية والسياسية الهامة .
الطوابع العربية
ومن اوائل الدول العربية التي قامت باصدار طوابع بريدية خاصة بها هي السلطنة المصرية وذلك في العام 1855 على ما يعتقد وفي النصف الثاني من القرن 19 حملت هذه الطوابع في بداية الامر صورا للملوك والحكام بشكل عام ثم تنوعت الاصدارات الى ان صارت تحمل مشاهد لمعالم تراثية وتاريخية ودينية واثرية.
وشيئا فشيئا اصبحت هذه الهواية تتنامى مع بداية القرن 20 وبدأت الطبقات الارستقراطية ثم المثقفة تهتم بذلك حتى اصبحت الطوابع تصدر باصدارات تذكارية تخص الاعياد الوطنية ومناسبات العائلات المالكة كالتتويج والزواج والميلاد والخ.
وفي العام 1916 صدر اول طابع باسم دولة عربية مستقلة حمل اسم مكة المكرمة وفي العام 1817 صدرت طوابع اخرى كتب عليها الحكومة العربية الهاشمية مكة المكرمة .... .. الحسين بن علي وعليها شعار شريف مكة.
وفي العام 1927 صدرت لاول مرة مجموعة من الطوابع الاردنية يحمل عبارة شرقي الاردن حيث حملت صورة المغفور له الامير عبد الله الاول بن الحسين وكانت تتألف من 13 طابعا.
ثم تطورت الطوابع لتصبح هواية اشد رقيا لتصل الى كل من يرغب في جمعها سواء المحلية منها او العالمية .
لذا فان القارئ سيلاحظ ان هذه الطوابع والتي يمكن اعتبارها سجلا صغيرا جدا لتاريخ الدول وحضارات شعوبها وثقافتها تستحق الاهتمام والتقدير لانها جزء هام من التراث تتعرف من خلاله الاجيال القادمة على جزء من تاريخنا الاردني وكذلك تاريخ العالم فجمع الطوابع يسهل المعرفة والعلم والثقافة ويحببها الى الناس حتى الصغار في العمر ان هم اهتموا بها او اباؤهم مثلا فالطوابع تحمل في طياتها اشياء جميلة فن الرسم والصور والمعلومات وعن كل شيء تقريبا .
معلومات اخرى
ولان الحديث عن عالم الطوابع وهواية جمعها موضوع طويلي ومتشعب وقد الفت الكتب عنها وصدرت النشرات واسست النوادي والمراسلة عبر الانترنت وغير ذلك فقد احببنا ان نضخ بعض المعلومات السريعة هنا عن الطوابع :
-ان اعداد المهتمين بهواية جمع الطوابع في الاردن ضئيل جدا قياسا بالدول الاخرى رغم وجود النادي الاردني لهواة جمع الطوابع في عمان .
-ان مجموعات الطوابع الاردنية القديمة والنادرة هي بين ايدي هواة جمع الطوابع الذين هم خارج الاردن وليس داخله ! لذلك لابد من تنشيط حب اقتناء طوابعنا الاردنية النادرة هنا في الاردن لدى هواة جمع الطوابع الاردنيين حتى لا ياتي يوم لا تتعرف فيه اجيالنا القادمة على طوابعها الا من دول الخارج .
الطوابع النادرة والتي ثمنها مرتفع جدا لدى الهواة هي طوابع خاصة فيها اشياء مثل : خطأ طباعي في الطابع او طوابع صدرت قديما ولم يتم تداولها بسبب مثلا تغيير نظام الحكم او تغيير الحاكم او طوابع اجنبية فرنسية او انجليزية مختوم عليها باللغة العربية سوريا المغرب الصومال.. الخ او طوابع لمستعمرات تغير استعمارها من مستعمر الى مستعمر في فترة قياسية وهناك العديد من الاسباب الاخرى التي تجعل بعض الطوابع نادرة ونفيسة ومرتفعة الثمن جدا.
المفضلات