من المفارقات أن تكون وزارة الخارجية الأمريكية هي الجهة الرئيسية وربما الوحيدة التي تصدر التقارير حول تجارة البشر وتقوم بتصنيف دول العالم الى فئات بحسب موقفها من الموضوع, وتجد هذه التقارير الكثير من الاهتمام من الحكومات والناس, وتسعى الدول الى احتلال موقع جيد في التصنيف الأمريكي المشار اليه.
في القصة المثارة في البلد هذه الأيام المتعلقة بالاتجار بالعمال النيباليين من قبل شركة أردنية و"بيعهم" في العراق, ينسى المتابعون أن المشتري هو الجيش الأمريكي المحتل للعراق.
من المعروف أنه في عموم تاريخ تجارة العبيد كانت هناك ثلاثة أطراف, اولها ما كان يعرف بصائدي العبيد الذين عادة ما يكونون من أهل البلد, وثانيها الطرف الذي يقوم بعملية النقل, ثم الطرف الثالث وهو المشتري.
يعد الطرف الأخير, أي المشتري, الطرف الأكثر أهمية في مجمل تلك التجارة, وقد كانت المحاسبة تتم على العدد الذي يصل سالماً, لأن كثيراً من العبيد كانوا يموتون أثناء الطريق, وهو بالطبع الأمر الذي تم تجاوزه في تجارة هذه الأيام حيث تمكن صائدو العبيد وناقلوهم المعاصرون المهرة, من ايصال البضاعة سليمة الى المشتري الأمريكي.
اهمية الالتفات الى المشتري في قصتنا الراهنة, تنبع من ان القلق الحكومي يتركز لغاية الآن في السعي لتحسين وضع الأردن في التصنيف الأمريكي, أي البحث عن موقع جيد في تقارير وزارة الخارجية الأمريكية, التي تعتبر بحكم مهمتها الوكيل الحصري والوحيد لتجارة العبيد في العالم.
المفضلات