تبين أن شخصية أمينة عبدالله العمري، الـ"فتاة المثلية الأمريكية من أصول سورية"، التي زعم مؤخرا اختطافها في دمشق على يد "الأمن"، شخصية زائفة وأن قصة اختفائها "خدعة"، بعد اعتذار كتبه شخص أميركي مقيم في اسكتلندا على مدونة تدعى "فتاة مثلية في دمشق"، قال فيه إنه المسؤول عن المواد المنشورة على الموقع، وذلك بعد أن أثارت قصة اختفاء هذه الفتاة حملات دولية تدعو للإفراج عنها.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إنه "تبين يوم الأحد، على مدونة (فتاة مثلية في دمشق)، أن أمينة عبدالله العمري الفتاة المثلية الأمريكية من أصول سورية، التي زعم مؤخرا اختفاء أثرها بعد تعرضها للاختطاف في دمشق، لم تكن سوى مجرد خدعة، وأن المدونة زائفة، حيث كتب شخص يدعى طوم ماكماستر على المدونة، تعليق بعنوان اعتذار للقراء، بين فيه أنه الشخص الوحيد المسؤول عن المواد المنشورة على الموقع".
وقال طوم ماكماستر في تعليق نشره من مدينة اسطنبول في تركيا "لم أكن أتوقع هذا القدر من الاهتمام، ربما صوت السرد قد يكون خيالياً، والشابة لم تكن الشابة السورية موجودة فعليا، إلا أن الحقائق في هذا المدونة صحيحة وغير مضللة فيما يتعلق بالحالة على أرض الواقع."
وتابع "لا أعتقد أنني تسببت بالضرر لأي كان، لكن أشعر بأنني خلقت صوتاً مهماً لقضايا اهتم بها كثيراً."
ويعد ماكماستر 40 عاما، شهادة ماجستير في جامعة ادنبره وهو بحسب الغارديان، ناشط من اجل القضايا العربية، فيما تعد زوجته بريتا فروليشر أطروحة دكتوراه في الجامعة نفسها حول النمو الاقتصادي السوري.
والمدونة المنسوبة إلى أمينة عبدالله، كانت تحتوي على صور التقطتها بريتا فروليشر، ونشرت على موقعها الخاص لتبادل الصور.
وكانت مواد منشورة على المدونة التي تدعى "سحاقية في دمشق"، قالت إن أمينة كانت في ساحة العباسيين بدمشق، في طريقها للقاء شخص على صلة بالحركة الاحتجاجية التي تشهدها سورية، ولكن خلال سيرها في الشارع اعترضها 3 من المسلحين وسحبوها إلى سيارتهم واقتادوها لمكان مجهول.
وذكرت المواد، المنسوبة لعائلة الفتاة، أن والد الفتاة حاول البحث عنها، لكن دون جدوى، بسبب تعدد المراكز والأجهزة الأمنية في البلاد، واستبعدت أن تقوم السلطات بقتلها لأنها كانت ستفعل ذلك من قبل لو أرادت.
ونسبت كافة المدونات، التي بدأت في الظهور في شباط الماضي، إلى أمينة عبد الله العمري، أو قريبة لها تدعى رانيا إسماعيل كتبت رواية اختطافها المزعومة على يد 3 مسلحين في دمشق، قبل أكثر من أسبوعين واختفاء أثرها منذ ذلك الوقت.
ولاقت قصة اختفاء المدونة "الزائفة" اهتمام بالغ من وسائل الإعلام الدولية، وانطلقت حملات دولية في المواقع الاجتماعية تدعو لإطلاق سراح "الناشطة"، إذ أنه عند صدور إعلان خطفها أنشئت صفحة على موقع فيسبوك الاجتماعي بعنوان "أفرجوا عن أمينة عبدالله" حيث قدمت على أنها سورية أميركية اسمها الكامل أمينة عبدالله عارف العمري.
وكانت منظمة "مراسلين بلا حدود" قد اتهمت، في وقت سابق، السلطات الأمنية السورية باعتقال العديد من المدونين والصحفيين.
وتكررت في الفترة الأخيرة تناقل معلومات وصور عن أحداث جرت في سورية، ما لبث أن تبين زيفها أو عدم مصداقيتها، حيث اضطرت وكالة "رويترز" للأنباء عن الاعتذار أكثر من مرة بسبب تقديمها صور عن بعض الأحداث على أنها في سورية تبين بعد ذلك أنها من دول أخرى.
وتشهد العديد من مدن سورية مظاهرات منذ حوالي 3 أشهر تنادي بالحرية وبشعارات سياسية، فيما تزامن خروج بعض هذه المظاهرات بحوادث إطلاق نار من قبل مجهولين ضحيتها نحو مئات القتلى من مواطنين وعناصر في الأمن والجيش، دون وجود إحصائية دقيقة لأعدادهم.
سيري
المفضلات