لا خلاف على ان الطفل المرتقب هو حلم كل أم وكل اب. ويحدونا الامل جميعا ان يأتي اطفالنا على خير وجه وفي أحسن صورة صحية وعافية ونموا سويا للعقل والجسد. والطفل المعتل صحيا مأساة يعاني منها ابواه بالدرجة الاولى وتنعكس اثارها على المجتمع بشكل خطير لان الاطفال المعوقين كارثة اجتماعية واقتصادية. وما يزال الطب عاجزا عن تقديم العون لاغلب حالات التخلف العقلي والخلقي الوراثي.
والجدير ذكره ان معظم الامراض العصبية التي تصيب الجنين وتعوق نموه العقلي والجسدي ترجع الى اسباب وراثية.
وهناك انماط ثلاثة رئيسية للوراثة هي:
1- الوراثة السائدة: هذا النمط من الوراثة يحدث عندما يكون احد الزوجين مصابا بمرض وراثي ويورثه لنصف ابنائه ذكورا واناثا.
2- الوراثة المتنحية: تحدث عندما يتم الزواج بين زوجين حاملين لمرض وراثي واحد ولا تظهر على ايهما علامات المرض، ولكنهما يورثانه لواحد من كل اربعة من اطفالهما، او بمعنى ادق تصبح فرصة اصابة كل طفل من ذرية الزوجين حاملي المرض بنفس المرض الذي يحملانه خمسة وعشرين في المئة. وهناك علاقة مؤكدة بين هذا النمط من الوراثة وبين زواج الاقارب. فزواج الاقارب يزيد فرصة اصابة الابناء ببعض الامراض الوراثية الى ستة وعشرين ضعفا او اكثر.
وهناك امراض وراثية تشيع في عائلات بعينها، ويؤدي الزواج بين افرادها الى نقل هذه الامراض الوراثية الى الاجيال القادمة، وكلما بعدت درجة القرابة بين الزوجين قل احتمال انتقال المرض الى اطفالهم. وكلنا نعلم ان زواج الاقارب شائع بدرجة كبيرة في العالم العربي.
3- الوراثة المرتبطة بالجنس: يتميز هذا النمط بكون الام تحمل الجينات الوراثية للمرض على كروموسومات الجنس، وبالتالي فان زواج رجل سليم بامرأة تحمل الصفة الوراثية لاحد الامراض التي تورث بهذه الطريقة يؤدي الى ظهور المرض في نصف اولادهما الذكور، بينما يحمل نصف بناتهما نفس الصفة الوراثية التي تحملها الام، ويورثنها لاطفالهن بنفس الطريقة ومن امثلة الامراض الوراثية المرتبطة بالجنس مرض الهيموفيليا او نزف الدم الوراثي.
وهناك مئات الامراض التي ينتقل بعضها عن طريق الوراثة مباشرة، والامثلة كثيرة منها ضمور العضلات الوراثي وامراض الاعصاب الوراثية والصداع النصفي، اضافة لامراض وراثية يختلف نمط وراثتها عن الانماط الثلاثة السابقة.
د. سميح خوري
مستشار الامراض النسائية والتوليد وجراحتها
المفضلات