أصل الجحيم
إذا اللهُ شاء فأمضى القَدَرْ
فأفنى الحياة وأفنى البَشَرْ
ونادى..لِمَن أصبَحَ المُلكُ فينا
لِمَن حُكمُ هذي الحياة إستَقَرْ
فيطوي السماءَ كَطَيّ السِّجِلِّ
ولا يُبقي للخَــــــــــــلقِ أيّ أثَرْ
وإذْ زُلزِلَت أرضنا والجِبالُ
ودَقّ الفؤادُ وزاغ البَصَرْ
فلا الأرضُ أرضٌ ولا الشمسُ شَمسٌ
ويُعيي الخيالَ وُضوح الصّوَرْ
وجُرَّتْ جَهَنّمَ غَيظاً تَفورُ
بسبعين ألفَ زِمامٍ تُجَر
وصَوتُ ملائِكةٌ يلهجون
بتقديس ربٍّ عظيمٍ حَضَرْ
وجاءَ الرّحيمُ شَديدُ العِقاب
بِظُلَلِ غَمامٍ تُزيغُ النّظَرْ
هُنالِكَ حَصْحَصَ حَقُّ السماءِ
وحَقَّ الكِتابُ وحَقَّ الخَبَرْ
هُناكَ البلاءُ وخَطبٌ عَظيمٌ
وإلغاءُ مَوتِ الشّبابِ النَّضِرْ
فإمّا الخُلودُ بِدارِ السلامِ
وإمّا الخلودُ بوادي سَقَرْ
وجيءَ بِمَن سارَ خَلفَ البغايا
بِضعفِ العذابِ لَهُ قَد قُدِرْ
ويؤتى بِكُلِّ ظَلومٍ غَشومٍ
بِوجهٍ ذليلٍ عَلاهُ القَتَرْ
فَيُسألُ عَمّا جَنتهُ يَداهُ
وتَشهدُ أرجُلُهُ كَم فَجَرْ
ويؤتى بِمَن دانَ دينُ المُلوكِ
ودينُ السّماءِ بِهِ ما أقَرّْ
قُعوداً على النارِ ذاتِ الوَقودِ
جَزاءاً وِفاقاً وساءَت مَقَرْ
لَقَد كانَ يُتلى عليهِم كِتاباً
كريماً مِن اللهِ فيهِ العِبَرْ
فَكانوا يَقولونَ هذا خيالٌ
وكِذبٌ وسِحرٌ يُثيرُ الضّجَر
فَذوقوا العَذابَ بِما قَد كَفَرتُم
وأصلُ الجحيمِ لَكُم مُستَقَرْ
المفضلات