عمان–رهام فاخوي وبترا- التقى وزير الخارجية ناصر جوده امس الثلاثاء وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الاسبانية ترينيداد خيمينيز وبحث معها العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين واخر التطورات والمستجدات في المنطقة لا سيما الجهود المبذولة لتجاوز الجمود الذي يعتري عملية السلام.
وبحث الجانبان تكثيف الجهود الدولية عامة والاوروبية بشكل خاص لإعادة إطلاق العملية السلمية بين الأطراف المعنية.
وعرض الجهود التي يبذلها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لدفع جهود السلام والتركيز عليها خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة مؤكدا في نفس الوقت أهمية أن لا تفقدنا الأحداث والتطورات الحالية التركيز على القضية الأساسية وهي القضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع في المنطقة.
من طرفها عبرت وزيرة الخارجية الاسبانية عن تقديرها للجهود التي يبذلها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والحيلولة دون مزيد من التوتر والعنف. وأشادت بالإصلاحات التي ينفذها الأردن في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مؤكدة دعم بلادها للأردن لدعم مسيرة التنمية والإصلاح التي يشهدها الأردن في كافة الميادين.
وأكد جوده في مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات متانة العلاقات التي تربط الأردن واسبانيا في كافة المجالات مشيرا الى ان المباحثات تركزت على سبل تطوير هذه العلاقات والبناء على ما تم انجازه وتحقيقه خلال العقود الماضية إضافة إلى عدد من القضايا العربية والإقليمية التي تهم البلدين واخر التطورات التي تشهدها المنطقة.
وفي رده على سؤال حول موقف الأردن من مقتل خمسة مستوطنين إسرائيليين في مستوطنة ايتامار قرب نابلس اعاد جوده التشديد على موقف الاردن الثابت بان الاستيطان غير شرعي وغير قانوني، ويقوض اساس حل الدولتين لانه يحول دون تحقيق التواصل الجغرافي الحيوي والضروري لضمان قابلية الدولة الفلسطينية للحياة، على أساس خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولابد من توقف الاستيطان بالكامل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القلب منها القدس الشرقية، وكذلك الإجراءات الأحادية الجانب الإسرائيلية بكل إشكالها.
وقال ان موقفنا المبدئي ايضا يرتكز على رفض وادنة العنف و القتل من اية جهة كانت و مهما كانت هوية المستهدفين بهذا العنف وان الضمان الوحيد لوقف العنف بشكل شامل ومستدام يكمن في الوصول الى تجسيد حل الدولتين واحلال السلام الشامل في المنطقة طبقا للمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية بكل عناصرها، ومن هنا فان المجتمع الدولي مطالب الان وبشكل اكثر الحاحا، واكثر من اي وقت مضى بتكثيف الجهود لحمل الحكومة الاسرائيلية على التجاوب العملي الملموس مع استحقاق تجسيد حل الدولتين المجمع عليه دوليا خلال مدة السنة التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية في شهر اب الماضي اي بحلول شهر ايلول القادم وكذلك تحقيق السلام الشامل.
وحول الوضع في البحرين قال جوده نثمن مبادرة الحوار الوطني غير المشروطة التي اطلقتها البحرين واملنا ان يتجاوب الجميع بشكل متسارع معها وان تلبي تطلعات البحرينيين وندعم امن واستقرار البحرين ومع منع التدخل الاجنبي في البحرين مشيرا الى ان تواجد القوات السعودية ضمن قوات خليجية في البحرين هو قرار سيادي اتخذ في اطار مجلس التعاون الخليجي ونامل ان يساهم هذا القرار في تعزيز الامن والاستقرار في البحرين.
وفي رده على سؤال حول التطورات في ليبيا والموقف الاردني منها قال جوده ان موقفنا الذي عبرنا عنه ومنذ اليوم الاول لما يجري في ليبيا، هو ضرورة وقف اراقة الدماء في ليبيا والتشديد على حرمة الدم الليبي، ورفض وادانة استخدام الاسلحة الثقيلة والطائرات الحربية ضد المدنيين والمطالبة بوقف هذه الاساليب والوسائل فورا لكونها تنتهك حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي.
واضاف انه لا بد من التشديد ايضا على اننا نولي موضوع المحافظة على امن وسلامة العاملين في ليبيا، ومنهم اردنيين، وسلامة ممتلكاتهم جل اهتمامنا، ونحمل السلطات في ليبيا مسؤولية حمايتهم وحماية ممتلكاتهم.
وقال نتابع تطورات الحراك الدولي الخاص بليبيا، ونامل بالوصول الى تواقفات سريعة وفاعلة تكفل حقن دماء الشعب الليبي الشقيق، وتحقق تطلعاته، وتحافظ على وحدة ليبيا الترابية واستقلالها السياسي و تمنع التدخل الاجنبي فيها، مثلما جاء في قرار مجلس جامعة الدول العربية الطارىء الذي عقد على المستوى الوزاري بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة يوم السبت الماضي.
واشار الى ان امين عام الامم المتحدة عين وزيرا لخارجية الاردني الاسبق عبدالاله الخطيب مبعوثا له الى ليبيا حيث انه متواجد الان هناك وبانتظار ما سينتج عنه من قرارات بهذا الخصوص.
وحول الوضع في اليابان قال جوده نحن على اتصال مستمر مع سفارتنا هناك وهي على اتصال مع الجالية الاردنية هناك وتتلقى طلبات من يرغب بالعودة منهم الى عمان لتامين عودته بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني.
ومن جانبها اشادت الوزيره الاسبانية بالاصلاحات التي ينفذها الاردن في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية مؤكدة دعم بلادها لهذه الاصلاحات.
واكدت دعم بلادها للجهود التي يبذلها الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني الرامية الى احياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لايجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية يؤدي بالنهاية الى اقامة دولتين وينعكس على استقرار المنطقة.
واكدت اهمية زيارتها للاردن نظرا للظروف التي تشهدها المنطقة وعملية السلام وكون الاردن يلعب دورا اساسيا في عملية السلام بقيادة جلالة الملك.
وكان الجانبان الاردني والاسباني وقعا امس في وزارة الخارجية اتفاقية تعاون في مجال مكافحة الجريمة.
المفضلات