عيوني حينما تلتقط نظرات عيونك ، تغار السماء ،، وتتسائل الطيور عن ذلك
فتجيبها احاسيس الارض قائلة : انه الحب ، انا وانت فقط ، فتغار غصون الاشجار
وتتمايل حزناً قائلة للاوراق ، تتساقطين مني بعدما تجفين ، ولكن هؤلاء غير
البشـــر ــ لاتتساقط ولاتجف ـــ انه جنون أنس لاينتهي !! ...
هذه قصــــــــــة شاب بلغ من العمر 40 عاماً ، وهو ينتظر ان يزف عريساً ، لاحضان حبيبته
ولكن فاجأة القدر بأنه اصبح كسيحاً ، بسبب حادث لم يكن بالحسبان ولا ببال احد ، اصبــح
شغله الشاغل ، كيف يغني لحبيبته احلى الالحان والكلمات ؟؟ ،، وكيف يعيش كمــا هـــــــو ؟؟
الفتاة بلغت 35 عاماً ، واهلها لم يوافقو على الزواج به بسبب ظروفه الماديه والمعيشيه
فكيف واذ به اصبح معاقاً ، يحرج اسرتها تارة ، وتارة لايناسب طبقتهم الاجتماعيــــــــه ..
هنا قرر الشاب ان يعلق في كل عام ( قطعة قماش اخضر ) على اغصان شجرة كانو يلتقون ببعض
فيها ويتسامرون في احضانها ، ويحكون اجمل كلمات الحب والاحاسيس والخواطر النديــــــه ،
الى ان وافتــــــــــه المنيــــــــــه ـ وسافرت حبيــبته الى دولة عربية مع زوجها الغريب عنها ،
والقريب من اهلها بسبب امواله ومركزه وقوته ،، شعرت ( داماس ) بالحزن على حبيبــها
الذي فارق الحياه دون ان تراه للمرة الاخيـــــــرة ،، فعزمـت على الذهاب الى المكان التي
تحويها الشجره ذات يوم مع ابنها ( جوزيف )، قائلة له / اريدك ان تحتفظ
بكل قطعة قماش تراها حتى تكبــر وتصبح شاباً ، لتهديها الى عروسك ،، فهز رأســه قائلاً /
حسناً ،، ولكن لماذا ؟؟ ..قالت له / لقد بلغت الستين من عمري ،، وحياتي قصيرة وستبقى
هذه ذكرى مني اليك ، لاتفرط بها ، واعلم ان فعلت ذلك سأحزن كثيراً ـ وان كنت لاتقوى على
الاحتفاظ بها فضعها في قبري ،، قال لها / لكِ ماتريدين ، ولكن لاتذكري الموت ارجوكِ ياامي
قالت له / انني مصابة بالسرطان ولااعلم بأي لحظة افارقك يابني ، اوصيك بأبيك خيرا ،
وبأهل ابيك ،، وبهذا القبر ،، قال لها/ اي قبر؟؟
قالت انه تحت هذه الشجره ،، قال لها / ومن صاحب القبر ؟؟
قالت له : انا وانت
قال لها / لم افهم
قالت له / شخص عزيز علي ، كاد ان يصبح ابوك
ولكن اهلي لم يقبلو به رغم حبه وتمسكه بي بسبب
وضعه الاقتصادي والاجتماعي ..
قال لها : أطمأني ياامي ستكوني بخيـــر ، ولن يحدث لك مكروه
وسأفعل ماتريدين وانتي معي ، ولن اخبر والدي بهذا !!
قالت له : ماعهدتك خائن ..اعلم بأنك ستننفذ وصيتي يابني
دعنا نرحل الان ونعود الى الديـــار ـ بعد توديـــع قبر ابن عمي ؛؛
تركتــه × داماس ، وفي قلبها الحسره ،، ولكنها بنفس الوقت ، اقتربت من
اللحاق به حيث انها لم تستجيب للعلاج بشتى انواعه ،، ورغم كل شيء
الا انها كانت تشعر بالسعادة حيث انها اخيراً ستجتمع بحبيبها ، ولكن
حسرتها على ابنها ، وزوجها الذي احترمها وسيحزن على فراقها ،،
ذات يوم اوصته بأن يتزوج أمرأة لاجل نفسه ، لا لاجل ابنه ، لانه اصبح
شاباً ويستطيع الاعتماد على نفسه ،، قال لها / اعلمي بأني لن ارى زوجة
مثلك حفظت سري ، وقبلت بعيوبي ، وبمشاكلي ، وتحملت كل اعباء حياتي وتصرفاتي
الهوجاء احيانا ، لذلك اسأل الله ان يمد عمرك ، ويشفيك بالقريب العاجل !
ابتسمت في وجهه قائله / وداعاً ، تصبح على خيـــــــــر ــ حان موعد النوم
واريد ان استريح ،، قال لها / لكِ ذلك حبيبتي ،، ارتاحي ولا تفكري بأي شيء
ستكوني على مايرام ،، وغداً صباحاً سنذهب الى الطبيب معاً ....
اشرقت شمس الصباح ولكن عيونها لم تشرق ، ونظراتها اختفت فجأة
فلم يصدق زوجها حينما حاول ايقاظها بأن المنيه وافتها وهي نائمه ،
حاول اسعافها ولكن دون جدوى ،، لقد انتقلت الى رحمة الله ..
وصعق ابنها حينما علم بالخبــر ـ لانه كان يريد ان ترى حبيبته التي اختارها
بنفسه × انها سمراء ،، ولكن قال لها / سنكون غير البشـــــــــــر !!
وقطع القماش الخضراء ذهب بها الى احدى الخياطين وقام بصنع ثوب جميل به
حتى ترتديه عروســـه ذات يوم ،، انها اعجوبة الحياة بل قدراً ان يكمل الحبيب مشوار
حبيب اخر ...( جوزيف و خوله ) ...( انا وانت ) ها نحن نعود ، سنشرق من جديد
وسيضيء حبنا الارض والسموات ،، الى هنا تنتهي الحكاية التي سردتها بيدي
بشكل ارتجالي ،، اتمنى ان اكون وفقت في هذه ايضاً
تقبلو اطيب تحياتي
ارجو ذكر المصدر عند النقل للامانه
المفضلات